بقلم عزيز بن جميع
في مشهد إخراجي تلفزيوني وسينمائي يئنّ تحت وطأة الفقر الإنتاجي والتكرار، تبرز فدوى المنصوري كحالة استثنائية تُعيد تعريف مفهوم الصورة ووقعها في تونس. مخرجة شابة تتقاطع في أعمالها السياسة بالثقافة، الفنّ بالاجتماع، والسينما بالموسيقى، لتصنع من تجربتها مشروعًا فنيًا متكاملًا، لا يشبه إلا نفسه.
فدوى لا تكرر، لا تهادن، ولا تُهادَى. تمسك بالكاميرا وكأنها قلم ثائر، تقف وراء العدسة لتقلب الموازين، وتمنح الصورة بُعدًا حقيقيًا ينطق بقضايا مجتمعها وهواجس جيلها.
اليوم، تتنقّل بين التلفزيون والأغنية المصوّرة والفيلم، ماضية بثبات وسط عراقيل الإنتاج وضبابية المشهد، تغرّد وحدها خارج السرب بصبر المبدعين الكبار.
فدوى المنصوري ليست فقط مخرجة واعدة، بل هي مخرجة الآن، وصاحبة رؤية تمهد الطريق لمستقبل إخراجي مختلف… وأكثر جرأة.
برافو فدوى… المستقبل ملكك.