ارتفعت أعداد أطفال التوحد في تونس في السنوات الأخيرة وسط غياب لمراكز الإدماج الحكومية ونقص إمكانيات الدولة في تأهيل هؤلاء الأطفال في المدارس، غير أن بعض المراكز الخاصة أخذت على عاتقها هذا الدور.
هم أطفال مختلفون عن أترابهم، تكمن مشكلتهم الأساسية في عدم القدرة على التواصل الاجتماعي، ويبحثون دوما عن العزلة ويلقبون بأطفال طيف التوحد حيث تذكر الأرقام الرسمية أن أعدادهم تصل لـ7 آلاف طفل في ارتفاع مستمر رافقه غياب واضح لدور الرعاية الحكومية مع نقص مراكز التأهيل والإدماج.
وتجد مئات الأسر التونسية صعوبة بالغة في إلحاق طفل التوحد بالمراكز الخاصة بسبب ارتفاع التكاليف ونقص هذه المراكز على مستوى المحافظات الداخلية، إذ تغيب برامج الدولة لرعاية هذه الفئة رغم توسع انتشار نطاق الإصابة.
وقالت جواهر حمدي، إخصائية في تعليم النطق، إن التوحد ليس مرضا ولكنه اضطراب في النمو العصبي لدى الأطفال، ويتلخص في 3 مجالات هي السلوك واللغة وضعف التواصل الاجتماعي.
وتعمل المراكز الخاصة لإدماج أطفال التوحد على تأهيلهم اجتماعيا ومساعدتهم على النطق السليم والحركة ودفعهم نحو تنمية قدراتهم الذهنية، غير أن المشكل الحقيقي يظل بحسب عدد من المختصين في عجز أغلب الأسر على إلحاق أبنائهم بهذه المراكز أو بالمدارس الحكومية.
وقال معز الشريف، رئيس جمعية حقوق الطفل، إنه يجب أن تكون هناك خطة لاكتشاف التوحد مبكرا، مشيرا إلى ضرورة أن تعمل وزارة الصحة على دمج هؤلاء الأطفال المصابين بالتوحد في المستقبل”.
وتعرف منظمة الصحة العالمية طيف التوحد على أنه مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ غير أنه وفي تونس ما زال النقاش مستمرا في وزارة الصحة حول إن كان مرضا أو إعاقة في الوقت الذي يحتاج فيه هؤلاء الأطفال لرعاية حكومية خاصة.