اجتماع الرئيس التركي بالسراج قبل يوم من مؤتمر برلين2 يثير قلقا حيال إمكانية أن تعمد تركيا إلى بعثرة جهود التسوية.
برلين - ينعقد مؤتمر برلين 2، الاثنين، حيث يجتمع دبلوماسيون، لإجراء متابعة رقمية لمدى تنفيذ الالتزامات التي جرى التوافق بشأنها في المؤتمر السابق، من المقرر أن يشارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الألماني هيكو ماس في المحادثات.
وسبق المؤتمر لقاء مثير للجدل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، الأحد، في ظل مخاوف من تعمد تركيا بعثرة جهود التسوية لاسيما مع استشعارها خطر انفلات الأمور من يدها وخسارة الانجازات التي حققتها بتدخلها العسكري قبل فترة.
وكان أردوغان أبدى اعتراضا على إعلان السراج الشهر الماضي نيته التنحي نهاية أكتوبر الجاري، ملمحا إلى أن هذا الإعلان هو أقرب "الخيانة" لاسيما وأنه لم يجري التنسيق بشأنه مع أنقرة، بيد أن أردوغان سارع في وقت لاحق للتشديد على دعمه لحكومة الوفاق باعتبارها الهيكل الذي منحه ولايزال "مشروعية" التدخل في ليبيا وايضا في شرق المتوسط.
وقال الرئيس التركي خلال لقائه رئيس حكومة الوفاق، الأحد، إن بلاده تتطلع لتعزيز التعاون مع الحكومة، ويرى مراقبون أن أنقرة تشعر بأنها بدأت تفقد المبادرة في ليبيا، ومن هنا يأتي تحركها الأخير، محذرين من أنها قد تسعى لعرقلة مسار التسوية الجاري على أكثر من مستوى برعاية دولية.
ويجتمع ممثلو 16 دولة ومنظمة دولية شاركت في القمة الماضية بالعاصمة الألمانية في يناير عبر الإنترنت في الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش للبناء على ما تحقق من اختراق دبلوماسي بهدف وضع ليبيا على الطريق نحو السلام.ويهدف الاجتماع لتكثيف جهود المجتمع الدولي لإنهاء النزاع الذي يمزق ليبيا منذ سنوات، وللضغط من أجل عودة الالتزام بنتائج مؤتمر برلين، ومنها وقف تدفق الأسلحة داخل البلاد و الوصول لحل سياسي سلمي.
وخلال الاجتماع، ستطالب ألمانيا بتجديد الالتزامات التي جرى التعهد بها مطلع العام والعمل على تطبيقها.
وأعرب نائب مندوب ألمانيا في الأمم المتحدة غونتر سوتر، السبت، عن أمل بلاده في تحقيق وقف الانتهاكات المتواصلة والصارخة لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ عام 2011.
وأضاف سوتر، في تصريحات صحافية، أن المؤتمر يهدف أيضا إلى تعزيز دور الأمم المتحدة بوصفها وسيطا محوريا في الحوار السياسي في ليبيا.
ويأتي مؤتمر "برلين2" قبيل أيام من عقد مؤتمر يضم عددا من المشاركين الممثلين للتيارات السياسية الليبية، والذي كان مقررا عقده في سويسرا منتصف الشهر الجاري، وتم نقله إلى تونس لظروف لوجيستية.
وستشارك في الاجتماع كل الدول التي حضرت قمة برلين في يناير الماضي إضافة إلى دول المنطقة، لكن دون مشاركة طرفي النزاع.
وكانت القوى الدولية اتفقت خلال اجتماع قمة عُقد في برلين 19 يناير الماضي على تعزيز الهدنة في ليبيا، وعلى فرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة وبذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، مطالبين بتسريح ونزع سلاح المليشيات.
ومنذ ذلك الحين، تعثرت عملية السلام في ليبيا في الوقت الذي استمر فيه القتال. ووصفت ستيفاني وليامز مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في وقت سابق من هذا العام حظر الأسلحة بأنه "مزحة" سيئة التطبيق.
وشهدت ليبيا حالة اضطراب منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، وأصبحت ساحة معركة بالوكالة لقوى متنافسة استقطبت قوى أجنبية.
ويأتي مؤتمر ألمانيا في وقت تتواصل فيه المشاورات في بوزنيقة المغربية والتي تعثرت خلال الأيام الماضية دون الكشف عن تفاصيل ذلك.
وقال عضو بالمجلس الأعلى للدولة الليبي، الاثنين، إن أطراف الحوار في مدينة بوزنيقة المغربية، أنجزوا 80 بالمئة من مشاورات المناصب القيادية والسيادية في البلاد.
وأوضح عضو مجلس الدولة، مفضلا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول للحديث مع الإعلام، أن "وفدي المجلس الأعلى للدولة، ومجلس النواب بمدينة طبرق (شرق)، سيبعثان رسالة إيجابية بشأن تفاهمات المغرب إلى المجتمعين في مؤتمر (برلين2)".
وتابع أن "الرسالة ستطالب المجتمع الدولي بدعم جهود المغرب في تسوية الأزمة الليبية".
ودشن مُمثلو كُل من مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، منتصف ليلة الجمعة السبت، جلسات الحوار الليبي في جولة هي الثانية من نوعها.
ويترأس وفد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، في هذه الجولة من جلسات الحوار الليبي فوزي العقاب، فيما يترأس وفد مجلس النواب يوسف العقوري، حسب ما ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء.
وشهدت الجولة الأولى التي انعقدت في الفترة ما بين 6 و10 من سبتمبر الماضي، ببوزنيقة وبإشراف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، توصل الطرفين إلى اتفاق شامل حول المعايير والآليات الشفافة والموضوعية لتولي المناصب السيادية بهدف توحيدها.
واتفق الطرفان أيضا على استرسال هذا الحوار واستئناف لقاءاتهما من أجل استكمال الإجراءات اللازمة التي تضمن تنفيذ وتفعيل هذا الاتفاق.