الرئيس الأميركي يؤكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يؤيد وقفا لإطلاق النار.
غزة (الاراضي الفلسطينية) - تكثف الأسرة الدولية حملة المساعي الدبلوماسية لوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وعمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بدون أن تلوح بوادر تهدئة بعد أسبوع من التصعيد الدامي.
ومنذ بدء الحلقة الجديدة من العنف في قطاع غزة في العاشر من مايو، قُتل 212 فلسطينيا، بينهم طبيبان وما لا يقلّ عن 61 طفلاً، إضافة إلى أكثر من 1400 جريح، على ما أكّدت وزارة الصحّة الفلسطينيّة.
أمّا في الجانب الإسرائيليّ، فقُتل 10 أشخاص بينهم طفل وأصيب 295 في إطلاق صواريخ من غزّة.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الثلاثاء هو الرابع، بينما لا تزال الولايات المتحدة ترفض المصادقة على بيان حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيّين يدعو إلى "وقف أعمال العنف".
وحذر رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير الصيني تشانغ جيون فجر الثلاثاء، من أن الوضع على الأرض في قطاع غزة وإسرائيل "ينذر بالخطر".
وقال جيون في تغريدة "لا يزال الوضع على الأرض ينذر بالخطر، ويجب ألا ندخر جهدا في الدعوة إلى وقف إطلاق النار ووقف العنف وحماية المدنيين".
وتأتي تغريدة السفير الصيني، الذي تتولى بلاده رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري، قبل ساعات من انعقاد جلسة طارئة للمجلس هي الرابعة من نوعها خلال 10 أيام.
وأضاف أن بلاده "تدعم كل الجهود الدبلوماسية. وفي غضون ذلك، يتحمل مجلس الأمن مسؤوليات ضخمة، ولا يوجد سبب للتراخي".
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن المتهم داخل أوساطه بالافتقار إلى الحزم حيال إسرائيل، عن تأييده لوقف إطلاق نار خلال مكالمة هاتفية جديدة أجراها الإثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد نتنياهو مساء الإثنين "المضي في ضرب الأهداف الإرهابية".
وتواصلت غارات سلاح الجو الإسرائيلي ليلا على قطاع غزة، وبعيد منتصف الليل ألقت المقاتلات عدة صواريخ على مبان في مدينة غزة متسببة بانفجارات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه واصل الليلة الماضية قصف أنفاق ومنازل قادة حركة حماس في قطاع غزة.
وذكر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية شنت غارات على "خمسة منازل لقادة في حماس في أنحاء قطاع غزة، والتي قال إنها استخدمت كبنى إرهابية ولإدارة القتال، حيث طال القصف منزل قائد كتيبة غرب جباليا وقادة سرايا في جباليا والزيتون، بالإضافة إلى منزل مسؤول كبير في القوة البحرية لحماس".
وواصلت الطائرات الإسرائيلية استهداف شبكة الأنفاق، وشنت سلسلة غارات عليها في شمال قطاع غزة. وطال القصف 65 هدفًا من خلال نحو 62 طائرة حربية و120 صاروخا دقيقا.
وأضاف المتحدث أنه تم أيضا استهداف عدة مواقع إطلاق صواريخ كانت معدة لإطلاقها نحو تل أبيب والقدس وعسقلان، فضلا عن عدد من المقار.
وقال المتحدث إنه منذ السابعة مساء وحتى السابعة صباحا، أطلقت فصائل قطاع غزة نحو 90 صاروخا باتجاه إسرائيل، سقط نحو 20 منها داخل قطاع غزة بينما تصدت واعترضت القبة الحديدية العشرات.
وترك القصف الإسرائيلي حفرا في الطرقات في بعض المواقع وألحق أضرارا جسيمة بالشبكة الكهربائية ما أدى إلى إغراق القطاع في الظلمة.
وهدّدت حركة حماس بشنّ ضربات على تلّ أبيب إذا لم يتوقّف قصف المناطق السكنيّة في القطاع، فيما سقطت عشرات الصواريخ التي أطلقتها الفصائل على جنوب إسرائيل.
وفي رام الله حضّ الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس المبعوث الأميركي هادي عمرو لدى استقباله، على ضرورة "تدخّل الإدارة الأميركيّة لوضع حدّ للعدوان الإسرائيلي"، وفق ما أوردت وكالة "وفا".
من جهتها، دافعت المتحدثة باسم البيت الابيض جين ساكي عن النهج الدبلوماسي "المتكتم" إنما "المكثف" الذي تتبعه واشنطن حيال هذا الملف.
وسط هذه التطوّرات، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين أنّه بحث ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في تفاصيل وساطة ترمي للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيّين، وأنّهما يسعيان للحصول على دعم الأردن لهذه المبادرة.
وقال ماكرون "أرى ضرورة لإطلاق عملية لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن وبناء مسار للمحادثات بين الأطراف المعنية".
وأضاف "قررنا إجراء حوار مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وملك الأردن في الأيام المقبلة لنرى معا سبل طرح مقترح ملموس" لكنه لم يقدم تفاصيل.
وقال إنه سيتطرق إلى قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمبنى يضم وسائل إعلام في غزة عندما يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
كما باشرت الأمم المتحدة بمساعدة قطر ومصر مبادرة ترمي إلى احتواء التصعيد.
وستبحث بروكسل المواجهات الجارية، وهي الأعنف منذ صيف 2014، خلال اجتماع طارئ يعقده وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء عبر الفيديو.
وبدأ التصعيد مع صدامات جرت في القدس، ما دفع الفصائل المسلّحة، وبينها حماس والجهاد الإسلامي، إلى إطلاق آلاف الصواريخ باتّجاه إسرائيل منذ بدء جولة العنف الدامية يوم 10 مايو، وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف أراضي الدولة العبريّة.
وأجّجت قضيّة حيّ الشيخ جرّاح حيث يواجه عدد من العائلات الفلسطينيّة خطر إخراجها من منازلها لصالح جمعيّات استيطانيّة، النزاع وأدّت إلى التصعيد الحالي الذي توسّعت دائرته لتشمل المسجد الأقصى والضفة الغربيّة المحتلّة وقطاع غزّة.
وتُسَجّل داخل إسرائيل أعمال عنف غير مسبوقة، خصوصا في مدن "مختلطة" يُقيم فيها يهود وعرب بعد مقتل عربيّ على يد مستوطن الأسبوع الماضي.