عندما تضرب الكوارث الطبيعية، يتعين علينا أن نتعامل معها بسرعة وفعالية للتصدي للأزمات الإنسانية التي تنجم عنها. ومن هذا المنطلق، تمثلت واحدة من أكبر الكوارث في ليبيا في الفترة الأخيرة في الفيضانات الهائلة التي اجتاحت مدينة درنة وأسفرت عن مأساة لا يمكن تجاوزها.
ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 2000 قتيل وآلاف المفقودين، وهذا يشير إلى حجم الكارثة والدمار الهائل الذي تعرضت له المدينة وسكانها. وفي هذا السياق، أطلق رئيس حكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، نداءً عاجلاً للمساعدة، حيث أكد أن هناك أحياء سكنية اختفت بسبب السيول الجارفة والتي جرفتها إلى البحر.
إن الحادثة ليست مجرد فاجعة محلية، بل هي كارثة وطنية غير مسبوقة في تاريخ ليبيا. إن التداعيات البيئية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الفيضانات ستكون طويلة الأمد، وتتطلب تحركاً سريعاً وجاداً للتخفيف من معاناة الضحايا واستعادة الحياة إلى طبيعتها.
لهذا، نطالب بضرورة التعاون الوطني والدولي لمساعدة السكان المتضررين في درنة. إلى جانب الجهود المحلية، يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم والمساعدة الفورية لتلبية احتياجات الناجين وإعادة بناء المناطق المتضررة.
علاوة على ذلك، يجب أن تكون هذه الكارثة مناسبة للتفكير في استراتيجيات تعزيز الوقاية من الكوارث وتعزيز القدرة على التعامل معها في المستقبل. تحقيق التنمية المستدامة والتحضير لمثل هذه الحوادث يجب أن تكون أولوياتنا الوطنية.
إن الفيضانات في درنة تذكير مؤلم بأهمية الاستعداد والتجاوب السريع عندما تحدث الكوارث. إنها تعزز أيضاً أهمية التعاون الدولي والتضامن الإنساني في وقت الأزمات. علينا أن نقف متحدين معاً لمساعدة سكان درنة والعمل جماعياً من أجل تقديم الدعم الذي يحتاجونه في هذه اللحظة الصعبة.