تنظّم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والتي يرأسها العميد شوقي الطبيب وبالتعاون مع كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس وبمدرج "عبد الفتاح عمر"بالكلية المذكورة مساء يوم 26 جانفي الجاري فعاليات ملتقى الحوكمة في دورته الثانية حيث يفتتح الملتقى بالكلمات الترحيبية لكل من السيدة نائلة شعبان عميدة الكلية والعميد شوقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والسيد سليم خلبوس وزير التعليم العالي والبحث العلمي ليتم إثر ذلك إمضاء اتفاقية شراكة بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس ثم تقدّم مجموعة من المداخلات حول دور المؤسسات والسّلط المختصّة في مكافحة الفساد وهي مداخلة للسادة نور الدين الزواليوكيل الرئيس الأول لدائرة المحاسبات وعضو سابق باللّجنة الوطنية لتقصّي الحقائق حول الرشوة والفساد وعلي قيقة وهو قاض مكلّف بمأمورية بديوان السيد وزير العدل وعبد الحكيم اليوسفي وهو نائب السيد وكيل الجمهورية لدى القطب القضائي الاقتصادي والمالي.
يشار الى ان مكافحة الفساد تعدّ أبرز أولويّات المرحلة في تونس حيث أنّها جاءت استجابة لعدّة مطالب داعية إلى نشر قيم النزاهة والشفافيّة والمحاسبة والحوكمة الرشيدة وقد تمّ في هذا الإطار بذل عديد الجهود منذ الثورة واتّخاذ عديد التّدابير سواء عى مستوى القواعد الموضوعية الرامية إلى إرساء مبادئ الحوكمة الرشيدة التي تمكّن من الوقاية من ممارسات الفساد وردعها أوعلى مستوى المؤسسات المكلّفة بتجسيد قواعد إرساء الأخلاقيات في الحياة السياسية، الإداريّة والاقتصاديّة ووعيا من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بأنّ إعلان الحرب عى الفساد يستوجب تجنّد كل القوى وعلى رأسها الوسط الجامعي والأكاديمي بالإضافة إلى أهميّة الاستئناس بالبحث العلمي على مستوى فهم ظاهرة الفساد وصياغة الآليات الضروريّة لمكافحته كان لا بدّ من إرساء قنوات تبادل وتفاعل إيجابي مع الوسط الأكاديمي من خلال إبرام اتّفاقية تعاون وشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالإضافة إلى إحداث مركز الدراسات والإعلام والتوثيق بالهيئة الذي يعمل عى دراسة ظاهرة الفساد وتفكيكها استئناسا بالتجارب المقارنة وفي هذا الإطار تتنزّل "ملتقيات الحوكمة " كإحدى همزات الوصل ونقاط الربط بين الجامعة التونسية وتحديدا كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس والهيئة الوطنيّة لمكافحة الفساد بهدف تمكين طلبة ماجستير الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد من الإطّلاع على جملة الأنشطة والمهام الموكولة إلى الهيئة وإلى كافة السّلط والمؤسسات المتدخّلة في المجال و سعيا نحو إدماجهم في المجهود الوطني والمسار التاريخي لمكافحة الفساد من خلال تنظيم جلسات مفتوحة للحوار والتفاعل المباشر حول محاور يتمّ اختيارها بصفة تشاركيّة.
يذكر ان الدورة الأولى من ملتقيات الحوكمة تمحورت حول "المسار التاريخي لمكافحة الفساد في تونس "في حين ستتناول الدورة الثانية"التقصّي في ملفّات الفساد والتحقيق فيها"وذلك على مستوى الهياكل المختصّة من هيئة مكافحة الفساد وقضاء مالي وعدلي.