الحركة الإسلامية تدعو إلى مصالحة وطنية شاملة في سوريا في استباق التحولات مع مؤشرات عن انفتاح دبلوماسي من جانب الرئاسة التونسية.
تونس - حثت حركة النهضة الإسلامية، الخميس، على “مصالحة وطنية شاملة في سوريا”، في انقلاب كبير لموقف الحزب الذي ركب موجة الحركات الإخوانية المعادية للرئيس السوري بشار الأسد، وتثار شكوك حول تساهل الائتلاف الحكومي الذي قاده ما بين 2012 و2013 مع ظاهرة تسفير المئات من الشبان التونسيين للقتال في سوريا.
وقال الحزب الإسلامي، الذي استضاف مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس عام 2012 لدعم المعارضة السورية التي كان يسيطر عليها الإخوان وقطر، “إن الحركة تدعو إلى مصالحة وطنية شاملة يستعيد بها الشعب السوري حقه في أرضه وفِي حياة ديمقراطية”.
وأضاف الحزب إنه مع “وضع حدّ للتقاتل وما انجر عنه من مآس إنسانية، وعودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية في المنظمات الدولية والعربية”.
يأتي هذا الموقف في وقت تستعدّ فيه تونس لاستضافة القمة العربية في دورتها الثلاثين في مارس المقبل وسط أنباء عن احتمال حضور بشار الأسد القمة بدعم من بعض العواصم العربية.
وتحاول حركة النهضة، التي عرفت بتغير مواقفها وفق الظروف، استباق التحولات مع مؤشرات عن انفتاح دبلوماسي من جانب الرئاسة التونسية.
كما أن الحركة تتهيأ للوضع الجديد حتى لا تبقى في عزلة لو تمت دعوة الأسد إلى قمة تونس خاصة أن جزءا واسعا من الطبقة السياسية، وداخل التحالف الحكومي الذي تشارك فيه النهضة، والشارع يدعم عودة العلاقات مع دمشق وتطبيع العلاقات بين البلدين مع بقاء أعداد من الجالية التونسية هناك خلال فترة الحرب.
وحسب أرقام رسمية، تقدر الجالية التونسية في سوريا بحوالي 6 آلاف شخص يقيمون هناك، بينما يكتنف الغموض عدد المقاتلين التونسيين المعتقلين لدى السلطات السورية في ضوء تضارب المعطيات بشأن أعداد القتلى منهم وكذلك العائدين إلى البلاد.
وتتهم أحزاب يسارية وقومية حركة النهضة بمعارضة إعادة العلاقات مع دمشق تخوفا من إعادة فتح ملف التسفير إلى سوريا، والاتهامات التي توجه لبعض المحسوبين على الحركة من الأئمة الذين تزعموا حملة الدعوة إلى “الجهاد في سوريا” وإغراء الشباب بالالتحاق بمجموعات إسلامية متشددة مثل داعش وجبهة النصرة.
وقطعت تونس علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في 2012 خلال رئاسة حليف النهضة المنصف المرزوقي ووزير خارجيتها، رفيق عبدالسلام، صهر راشد الغنوشي رئيس الحركة.
وأعادت تونس في 2015 فتح مكتب قنصلي للتعاون الأمني ولتيسير الإجراءات الإدارية مع أفراد الجالية التونسية بسوريا، ثم بدأت وفود برلمانية وسياسية وإعلامية وشعبية زيارات متعددة لدمشق.
واستقبل مطار المنستير الدولي شرقي تونس، قبل أسبوع، أول رحلة جوية قادمة من دمشق، منذ 2012، وعلى متنها 141 سائحا سوريا.