شيلدون إديلسون، الملياردير الأمريكي اليهودي، عرض تمويل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فمن هو؟ وأي تأثير له في سياسات الرئيس الأمريكي؟
تدرس الإدارة الأميركية عرضا قدمه الملياردير الأميركي اليهودي، شيلدون إديلسون، حيث عرض تمويل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وفق ما أوردت وكالة "أسوشييتد برس". فمن هو هذا الملياردير؟ أي تأثير له في سياسات الرئيس الأمريكي؟ وهل يعتبر تمويل نقل السفارة قانونيا؟
يعد الملياردير الأمريكي أحد أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري، وساهم بشكل كبير في تمويل حملة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمبلغ 30 مليون دولار.
وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أشارت إلى التأثير الكبير لشيلدون على سياسات ترامب بشأن إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وبهذا الخصوص، أعلن مسؤول أمريكي لرويترز، الجمعة، أنه من المتوقع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس منتصف أيار/مايو القادم. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن العام الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، مما أغضب حتى حلفاء واشنطن العرب وخيب آمال الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
الترتيب الثامن
كما يعتبر إديلسون، 81 عاما، مقربا جدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ويمتلك صحيفة "إسرائيل هيوم" (إسرائيل اليوم)، التي توزع في إسرائيل مجانا.
في آخر تصنيف لمجلة "فوربس"، حلّ إديلسون في المركز الثامن بين أثرياء العالم، وقدرت ثروته بنحو 37 مليار دولار أمريكي، التي جمعها بشكل رئيسي في لاس فيغاس، حيث يمتلك العديد من أفخم الفنادق والكازينوهات وقاعات المؤتمرات هناك.
تمويل نقل السفارة
وبخصوص تمويل نقل السفارة، نقلت أسوشيتد برس عن أربع مصادر في البيت الأبيض قولهم، إن إديلسون اقترح المساهمة في تمويل السفارة التي تعتزم الإدارة الأميركية إقامتها في القدس.
ويعتبر ذلك تغييرا جذريا في السياسة الأميركية، إذ اعتادت تمويل مؤسساتها الدبلوماسية بنفسها دون الحصول على تبرعات من أشخاص، لذلك، يدرس محامو الخارجية هذا التبرع من الناحية القانونية.
في السياق ذاته، وقّع وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أمس الخميس، على خطة أمنية لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، بحسب المسؤولين الذين اشترطوا عدم كشف هوياتهم.
تكاليف بملايين الدولار
وتتلمس الإدارة مساهمات فردية ليس من إديلسون فقط، بل من المانحين الأفراد في المجتمعات اليهودية والإنجيلية الأميركية. وقال أحد المسؤولين إن أديلسون عرض دفع الفرق بين التكاليف، التي يتوقع أن تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وما تستطيع الإدارة جمعه.
وتحت أي ظرف من الظروف، فإن السماح للمواطنين بتغطية تكاليف أي مبنى حكومي رسمي من شأنه أن يكون ابتعادا كبيرا عن تقليد سياسي أمريكي، وفي قضية القدس، سوف يضيف ذلك أيضا مستوى آخر إلى الجدل الدائر حول قرار ترامب نقل السفارة، الذي رافقه غضب شعبي وسياسي وإدانات دولية، بالنظر إلى اصطفاف إديلسون طويل الأمد مع سياسيات اليمين الإسرائيلي.