وات - يتباهى الشعب الياباني بواحدة من أشهر الرقصات التقليدية لديه وهي "رقصة آوا" التي تعود جذورها إلى أكثر من 400 سنة.
ولئن بدت هذه الرقصة منتشرة في جميع أنحاء اليابان، فإن ولاية "توكوشيما" هي الأكثر شهرة برقصة "آوا" وتنظم مهرجانا سنويا خاصا بها من 12 إلى 15 أوت يستقطب عشرات الآلاف من الزوار.
"رقصة آوا" قدّمها البالي الياباني، الليلة الماضية بالمسرح الروماني بقرطاج، في ثاني سهرات الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، وحضرها جمهور محترم العدد قدم لاكتشاف موروث ثقافي تزخر به اليابان. وسافر بخياله لمدّة زمنية قاربت 90 دقيقة إلى ولاية "توكوشيما" للتعرّف على "رقصة آوا".
وشارك في هذا العرض أكثر من 30 عنصرا بين راقصين وعازفين، رسموا بحركاتهم الراقصة لوحات فنية عن عاداتهم وتقاليهم وتعلّقهم بالطبيعة ومكوناتها وكذلك بمعتقداتهم الدينية، وهو ما تجلّى في أزياء الراقصين التي جمعت بين زرقة البحر والسماء ونور الشمس وألوان الفصول الأربعة.
وتتميّز "رقصة آوا" بأدائها على إيقاعات الطبول والأجراس والناي، ويردّد الراقصون ترنيمات تدعو إلى الاحتفال والرقص.
ومن الكلمات التي يردّدها الراقصون "يوي يوي يوي يوي ... هيا لنحتفل... إن كنت مجنونا تعال وارقص... " فتستفزّ هذه الكلمات زوّار المدينة فيشاركون الأهالي في أداء الرقصة.
وفي ليلة البارحة دعا الراقصون جمهور مهرجان قرطاج إلى الصعود على الركح ومشاركة المجموعة الراقصة حركاتهم، فلبّى عديد الحاضرين هذه الدعوة، ليتحول الركح إلى مسرح غنائي راقص مفتوح.
ومن شروط هذه الرقصة أيضا أن تعلو الابتسامة محياك وأنت تؤدي هذه الحركات الراقصة.
وأما الحركات الراقصة فهي تحكي قصة الصيادين الذين يلقون بشباكهم في البحر، فهي تكشف عن جزء من الحياة اليومية لسكان المدينة، كما تحمل الحركات الرقصات أبعادا دينية وترمز إلى تطهير الروح من الشر، وتُعبّر هذه الرقصة أيضا عن نمط الحياة في ولاية "توكوشيما" وعادات سكانها وتقاليدهم.
ويندرج عرض البالي الياباني المبرمج ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي 2019 ضمن احتفال السفارة اليابانية بتونس بالذكرى الخمسين على انبعاثها، وفق ما ذكره السفير الياباني " شينسوك شيميزو" خلال الندوة الصحفية التقديمية للعرض التي انتظمت مساء الخميس 11 جويلية بين أسوار المسرح الروماني بقرطاج.