تحت شعار "تراثنا ، أساس حاضرنا" وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية ينظّم المركز الوطني للاتصال الثقافي الذي يشرف على ادارته الاستاذ هشام درويش فعاليات النسخة الخامسة لـ"مهرجان ليالي الصالحية" وذلك من 5 إلى 7 ماي الجاري ومن خلال 3 عروض فنية كبرى هي عصارة تجارب تراثية حيث يقدّم يوم الجاري عرض فرجوي السطمبالي بقيادة الفنان رياض الزاوش ومن خلال خمس لوحات وخمسة عازفين وثلاث رقصات تمتد على 75 دقيقة ليكون الموعد في سهرة يوم 6 ماي الجاري مع عرض موسيقي تراثي بعنوان "طروق" يقيادة الفنان ابراهيم بهلول ويكون الموعد في سهرة يوم 7 ماي مع سهرة الحكواتي والتي تتضمن عرض " الفزعة طلت " بقيادة الفنان المسرحي والحكواتي للعروسي الزبيدي و تتخللها حكايات شعبية يقدمها الحكواتي الاستاذ يوسف البقلوطي ومشاركة شرفية للحكواتي هشام درويش.
وتجمع عروض هذه الدورة السطمبالي الذي تمثّله القناوة في المغرب والديوان في الجزائر والسطمبالي في تونس ولعل أهم من حمل لواء هذا اللون الفني اي "اسطمبالي "علي لسمر بقيادة رياض الزاوش وهي فرقة تعمل على الحفر في لون فريد ومتميز له خصوصياته وعبر آلات متنوعة وفريدة ورقصات إفريقية مبتكرة ومتوارثة يتصدرها القمبري.
اما عن عرض "الفزعة طلت "للفنان الحكواتي العروسي الزبيدي فهو عرض فرجوي يرافقه فيه محمد الشابي بآلة القصبة ومحمد علي الشواشي عازف ايقاع وهو عرض حكائي غنائي فرجوي من التراث التونسي تعتمد نصوصه على أغان غير متداولة من الموروث الشفوي والمنتقى من أفواه رجال ونساء إلتقاهم الزبيدي في مجاهل الصحراء التونسية بعد عناء تواصل سنة ونصف حيث استمع العروسي الزبيدي الى ترانيمهم التي وثقت كل مجالات الحياة من فرحة وحزن و كان صدقهم يأسره وهم يغنون عصارة حكايات حقيقية وحرصا منه على التأقلم لم يدنس الزبيدي ما دونه بل تركه على سجيته محتفظا بحرارته كمادة خام بعيدا عن بدعة التهذيب.
و الفزعة هي خلاصة توجت وفق رؤية إخراجية زاوجت بين المنطوق المغنى والمرئي المشاهد جمع بين مجموعة من أغاني التراث التونسي وخاصة الجريدي منه والكافي وخاصة من خلال حكاية الفارس الصحراوي الذي تعلق بحسناء من الشمال لكنه لم يستطع الزواج منها لشروط والدها المجحفة وظل يتنسم الأخبار حتى علم بزواجها من شاب آخر ليتنكر الفارس ويغني في عرس حبيبته التي ستزف لغريمه فيهجوه غناء لتدب الفوضى فيستغلها الفارس العاشق للهرب بمحبوبته.
أما بالنسبة الى عرض "طروق" لمجموعة افريقيا لابراهيم بهلول فمدته سبعون دقيقة وهو يندرج في سياق مشروع تحيين الموروث الموسيقي الشعبي من داخل الأرياف التونسية والمغاربية للبحث في الذاكرة عن أدوات التقاليد الفنية وأثرها في الحياة اليومية وعن هذا العرض أفادنا ابراهين بهلول قائد المجموعة ومؤسس مجموعة افريقا وهو مؤلف موسيقى وعازف إيقاعات له العديد من المشاركات في مجموعات متعددة وهو مبتكر و من بين عروضه التي تألقت " رقش " وغيرها قائلا" نحن لا نكرر من سبقونا بل نقتفي أثرهم فكريا وتوثيقيا في صياغة معاصرة إبداعيا، فيها المتعة والطرافة، بعيدا عن الفلكلور،وفي هذا العمل الاحتفالي الجديد أعمال مبتكرة سيؤمنها كمال الجبالي عازف قصبيات ومحمد صالح عيساوي مغن منفرد وعازف إيقاع وكمال الشابي صوت منفرد".
يذكر ان المشرفين على المهرجان بإدارة الفنان هشام درويش ارتؤوا أن تكون هذه الدورة منسجمة مع روح شهر التراث في دورته الـ30 تحت شعار"تراثنا....راسمالنا"وكذلك مع احياء ليالي شهر رمضان المعظم في نصفه الثاني مع مراعاة المتطلباته الوقائية لكوفيد 19 من حيث التباعد على وجه الخصوص حيث يغيب عنه الجمهور عن كثب و سيتابعه الجمهور العريض عن طريق البث الفوري عبر الصفحة الرسمية للمركز الوطني للاتصال الثقافي.