أكدت الحفريات التي قام بها فريق من الغواصين بالمعهد الوطني للتراث بإشراف الباحث الغواص في التراث تحت المائي والمكلّف بالبحوث الأثريّة والتّاريخيّة صلب وزارة الشؤون الثقافية، أحمد قضوم عن القيمة العلمية والصبغة الأثرية لركام السفينة التي تم اكتشافها في شهر مارس 2015 في منطقة رأس ديماس التابعة لمدينة البقالطة (ولاية المنستير)، وفق ما أكده هذا الباحث في اتصال هاتفي مع وكالة تونس افريقيا للانباء.
وتعد الحفريات التي قام بها الغواصون التونسيون في الفترة الممتدة بين شهري جويلية وأوت 2016 بمعدل 5 ساعات غوص يوميا، الأولى من نوعها في تاريخ تونس.
ويبدو حسب المعطيات التي توصل لها الباحثون أن ركام السفينة الخشبية التي كانت تعتمد على الشراع في الملاحة، يعود الى سفينة حربية ولكن تأكيد الأمر يحتاج الى مزيد من التحقق باعتبار أنه تم تحويل العديد من السفن التجارية في القرن 18 الى سفن حربية لمعاضدة المجهود الحربي، وفق ما أفاد به وات، الباحث في التراث تحت المائي.
وأضاف أحمد قضوم أن طول ركام السفينة المهشمة في بعض جوانبها، يبلغ حوالي 20 مترا و عرضها أربعة أمتار ونصف وهي تحت حراسة الحرس الوطني البحري التونسي.
وذكر المصدر ذاته أنه تم رفع اللقى الأثرية التي عثر عليها داخل الركام وحفظها بمخازن المعهد الوطني للتراث بغاية الصيانة والترميم والدرس.
واعتبر الباحث المختص في التراث تحت المائي أو ما يسمى بالتراث المغمور بالمياه أن "النتائج التي تم العثور عليها مشجعة مما يؤدي إلى مواصلة الحفريات في السنوات المقبلة" مشيرا الى أن الحفريات تحت المائية تتطلب وقتا مضاعفا ومجهودا بدنيا كبيرا مقارنة بالحفريات الأرضية وهو ما يجعل سير العمل يتم ببطء وقد يستغرق عدة سنوات في مختلف بلدان العالم.
يذكر أن فريقا مختصا قام بالتحول الى رأس ديماس من منطقة البقالطة على إثر بلاغ تقدم به أحد الصيادين للسلط المعنية يوم 5 مارس مؤكدا عثوره على ركام سفينة وقد تم تأكيد الصبغة الأثرية لهذا الاكتشاف بعد تقييم الموقع وإجراء عملية المسح تحت المائي للتعرف على ماهية الموقع ومكوناته لتنطلق أول حفرية يوم 25 جويلية 2016 الموافق لعيد الجمهورية.
وشدد قضوم على أن كل التجهيزات وآلات الحفر ووسائل العمل على غرار آلة الشفط تم صنعها في تونس خصيصا لهذه الحفريات التي حضرها ممثلون عن المجتمع المدني.
وستنعقد غدا الجمعة ندوة صحفية بمقر بلدية البقالطة للإعلان عما توصلت إليه هذه الحفريات تحت المائية التي أشرف عليها المعهد الوطني للتراث والتي تعد الأولى من نوعها في تونس.