تختتم غدا 28 فيفري الجاري أشغال ورشة تدريبية تحت عنوان" وسائل التواصل الإجتماعي كمساحة للحوار" ينظمها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" بالشراكة مع مشروع تمكين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بجزيرة جربة من 25 الى 28 فيفري الجاري وهي ورشة تندرج ضمن برنامج كايسيد الإقليمي تحت عنوان "متحدون لمناهضة العنف بإسم الدين" واستراتجية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمقاومة التطرف العنيف ويشارك في هذه الورشة التي تعدّ الخامسة في سلسلة تدريبات ضمن فعاليات برنامج كايسيد "وسائل التواصل الإجتماعي كمساحة للحوار" أكثر من 40 متدرب ومتدربة من الناشطين في وسائل التواصل الإجتماعي والفاعلين في المؤسسات الدينية والمدنية والخبراء والجامعيين من دول المغرب العربي.
ويهدف البرنامج التدريبي إلى ترسيخ التعايش والتماسك الإجتماعي في دول المنطقة العربية من خلال تعزيز المواطنة المشتركة عن طريق تمكين المشاركين من إستخدام أدوات التواصل الإجتماعي وتسخيرها لنشر ثقافة الحوار داخل المجتمع،كما يسعى البرنامج لتطوير شبكة للفاعلين في مجال الحوار لإطلاق حملات إلكترونية لمناهضة العنف بإسم الدين ومكافحة التطرف وذلك بمشاركة قيادات دينية ومؤثرين في شبكات التواصل الإجتماعي لتعزيز التعايش والتعاون وترسيخ قيم التسامح واحترام الآخر كما يسعى هذا البرنامج التدريبي لتشكيل مجموعة من المدربين الشباب في العالم العربي وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعزيز الحوار واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز التسامح والترابط الإجتماعي وكذلك الى تطوير شبكة الشباب الفاعل على المستوى المحلي والإقليمي إلى جانب تشجيع القيادات والمؤسسات والجهات الفاعلة من منظمات المجتمع المدني الدينية والمجتمعية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز السلام ونشر ثقافة الحوار على أساس قبول الآخر و التعددية والتنوع والتعايش إضافة إلى جمع المفكرين والخبراء وإشراك الباحثين في النقاش والتفكير الإقليمي حول تطوير الفهم حول ظاهرة التطرف العنيف وطرق الوقاية منه وآفاق الشراكات الإقليمية لهذا الغرض.
وفي مداخلته الافتتاحية للملتقى رحب معتمد بلدية حومه السوق التونسية نادر الخميلي بالمشاركين مشيرا إلى أهمية الحوار في تكريس مبدأ الديمقراطية كآداة مثلى لمقاومة العنف والتطرف ومن جهته دعا المدير العام لبوابة الخطاب البديل في وزارة العلاقات مع الهيئات الدستورية و المجتمع المدني و حقوق الإنسان توفيق بوعون إلى العمل من اجل دحض حقائق التطرف والارهاب بالديمقراطية واحترام القانون باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة.
وقال المدير العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) الأستاذ فهد أبو النصر أن هذه الورشات التدريبية تنتظم في إطار مبادرة رائدة أطلقها المركز في العاصمة النمساوية فيينا عام 2014 تحت عنوان "متحدون لمناهضة العنف بإسم الدين" خاصة في المنطقة العربية"ليؤكد أن اهتمام المركز بوسائل التواصل الإجتماعي ينطلق من القناعة بأهمية هذه الوسائل باعتبارها لغة العصر ومن المهم أن نجعل منها وسيلة لتحفيز الحوار والتصدي لخطاب التطرف والعمل على تفعيل ثقافة الحوار في وسائل التواصل الإجتماعي وتعزيز صورة الآخر والقضاء على الخوف النابع من الجهل عن الآخر ذلك أن الإنسان عدو ما يجهل
وبدوره قال الممثل المقيم المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تونس الكبير مدارهري علوي أن هذا اللقاء يتناول عدداً من المحاور التي تهدف إلى تشجيع الإستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار بهدف تعزيز التماسك الإجتماعي واحترام الآخر من خلال التركيز على القيم الإنسانية المشتركة إضافة لتحفيز الإبداع في صياغة ونشر الرسائل الإلكترونية النوعية لبناء حملات إعلامية تساهم في تعزيز التواصل والتفاهم التعايش السلمي.
وكان اليوم الافتتاحي لهذه الورشة قد تضمن تقديم الاطار النظري للحوار مع عرض بعض النماذج كما تم تزويد المشاركين بمعلومات عامة حول الحوار ومبادئه ونماذجه كما قدّمت شهرزاد بن حميدة ممثلة عن برنامج الأمم المتحدة الانمائي نبذة عن مشروع"تمكين"ضمن برنامج الأمم المتحدة الانمائي وقدّم كوزيت معيكي مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ورسالته وبرنامج التدريب وأهدافه وخلال الجلسة الاولى للورشة تم تقديم عرض حول الحوار كسبيل لتعزيز ثقافة التسامح بهدف توضيح مفهوم الحوار وأهميته لدعم التماسك الإجتماعي ولمقاومة الغلو الفكري والتطرف العنيف وتعزيز مفهوم الحوار كأداة لبناء السلام الى جانب عرض أمثلة مختارة من بعض الممارسات الناجحة للحوار و نماذجه بهدف التعرّف على كيفية تطور الصور النمطية والتحزبية ضد الأخر
وخلال جلسة أدارها محمد أبو نمر تم استعراض الجزء الثاني من مفهوم الحوار كسبيل لتعزيز ثقافة التسامح لتهتم الجلسة الثالثة بمبادىء الحوار وتطبيقاته لتفضي الى تقديم مجموعة من التوصيات لنشر ثقافة الحوار
ويوم أمس 26 فيفري خصصت أشغال الدورة لتعميق المعلومات النظرية التي تم اكتسابها من خلال عدة تمارين ونشاطات عملية وعبر تطبيقات في الحوار والتنوع وقبول الآخر حيث تم تقسيم المشاركين إلى 5 مجموعات وأدار كل واحدة مدرب حيث تم اختيار موضوع واحد من المواضيع التي تتعلق بالتحديات التي تواجه قبول التنوع الفكري وثقافة التسامح في المنطقة وبعوامل تنامي التطرف العنيف في المنطقة وبالتحديات التي تواجه التنوع الفكري في دول المغرب ليطرح الحوار حولها ضمن كل مجموعة لتقدم هذه الاخيرة مخرجات عملها وبما يتيح الفرصة للمشاركين لممارسة الحوار وتطبيقه فيما بينهم.
وخلال جلسة عمل اليوم الثاني من أشغال الدورة قدمت مجموعة من المداخلات حول تطبيقات ومهارات إدارة الحوار وحول بعض المهارات والتطبيقات العملية التي تعزز مفاهيم الحوار واحترام الآخر لدى المشاركين وحول الفرق بين الحوار والنقاش والمناظرة وحول أهمية عدم التسرع في إطلاق الأحكام المسبقة وحول ضرورة التثبت ووجود دليل قبل الحكم على الشخص المقابل وحول أهمية التأكد من مصادر المعلومات التي يتم تداولها وحول سبل صياغة الرسائل لتعزيز الحوار وذلك بهدف تعزيز قدرات المشاركين في كتابة وصياغة الرسائل الهادفة وتعريفهم بمفهوم وخصائص الرسالة الفعالة والإبداعية وصياغة أمثلة من الرسائل الناجحة وتعريفهم بأدوات وإمكانيات وسائل التواصل الاجتماعي كأداة شاملة ومفتوحة للتواصل.
أما اليوم 27 فيفري فيتم تنظيم جلسات حول وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار والتسامح واحترام الآخر وحول آليات الترويج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وذلك بهدف معرفة وسائل التواصل الاجتماعي والتعرف على مهارات ترويج المحتوى على وسائل التواصل الإجتماعي وصياغة الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال عرض نماذج من الرسائل القصيرة والمؤثرة في آن واحد وتدريب المشاركين على مهارات كتابة الرسائل المؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتنتظم جلسة أخرى حول صياغة رسائل هادفة لترسيخ التسامح واحترام الأخر بهدف تقديم مجموعة من الأفكار حول استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لترسيخ التسامح واحترام الأخر وتقديم آليات كسب التأييد للتسامح وقبول الاختلاف ضمن مواقع التواصل الاجتماعي وربط صياغة الرسائل بمخرجات الجلسة الرابعة عن التحديات كما انتظمت جلسة لتقديم جملة من الحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي (حديث عبر سكايب مع مشاركين في التدريبات السابقة) وذلك بهدف تعريف المشاركين بمفهوم الحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعرض أفكار الحملات من التدريبات السابقة وتحفيز المشاركين وربطهم بزملائهم من المتدربين السابقين ليختتم اللقاء بتنظيم جولة استكشافية للمشاركين للمواقع الاثرية بجزيرة جربة
وبجلسة نقاش حول دعم الحوار عبر وسائل التواصل لمواجهة التطرف العنيف تختتم هذه الدورة بالتعرّض الى فهم ظاهرة التطرف العنيف في دول المغرب العربي من خلال مداخلات لكل من الدكاترة منير سعيداني،سامي براهم ،أيمن البوغانمي وبثينة الجلاصي حيث سيستعرضون الإطار العام و تدقيق المصطلحات وسياق التطرف العنيف في المنطقة بين تفاعل وتداخل الفضاء العام والفضاء الديني والفضاء الافتراضي الى جانب الحوار حول عوامل و محددات التطرف العنيف: أي تفسير لجاذبية التطرف (تحقيق الذات و تحديد الهوية؟ السعي نحو العدالة الاجتماعية؟ تأثير العوامل الخارجية؟)) وذلك خلال جلسة أداررها الاستاذ محمد المنير الممثّل عن برنامج الأمم المتحدة الانمائي كما سيتعرض المشاركون الى موضوع مواجهة "التطرف العنيف: الفاعلين وأدوارهم - التجارب المقارنة والدروس المستفادة"وذلك من خلال مداخلات للدكاترة محمد بلكبير ،.ابراهيم الكلي،جهاد بلحاج سالم ،مزيان عبان وعلي نوح حيث تناولوا مواضيع حول "الحوار كوسيلة لحل الخلافات في المجتمعات الإسلامية" و"مكانة الحوار في الإسلام: المرجعية الفقهية والموروث التاريخي"و "أسس الخطاب المضاد ومقوماته" و"نبذة عن فقه الإختلاف" و "دور ومسؤولية الفاعلين في الفضاء الديني" و "دور وتأثير وسائل الاعلام" و"الشباب وناشطى الاعلام الاجتماعي: الممارسات الحديثة للحوار" و" دور منطمات المجتمع المدني؟"و" الحوار كأداة لاحتواء الخطاب المتطرف " و" ممارسات الحوار لنشر التسامح في المنطقة " و" ممارسات الحوار لنشر التسامح في المنطقة "و "دورالفاعلين في مواجهة التطرف العنيف" ويكون اختتام الدورة برفع مجموعة من التوصيات حول كيفية توظيف الحوار عبر وسائل التواصل الإجتماعى لمواجة التطرف العنيف؟"
منصف كريمي