منذ انطلاق أشغالها سنة 2006 بدأت الحكاية مع مسلسل طويل لبعث "مدينة الثقافة"فبعد أن كانت التوقّعات الأوّلية أن تنتهي بداية أوت 2008 تأجلت لسنوات عديدة ضمن نسق بطيء ومحتشم جدا ووسط صراعات وتبريرات تعاقبت على مدى اشراف أكثر من 8 وزراء على تسيير وزارة الشؤون الثقافية ليتخذ مؤخرا وزير الشؤون الثقافية الحالي الدكتور محمد زين العابدين قراره يتفعيل هذا المشروع وتعيين الاستاذ محمد الهادي الجويني مديرا عاما لوحدة التصرف حسب الأهداف لإتمام الإعداد لافتتاح مدينة الثقافة واستغلال فضاءاتها الفنية والتجارية وقد أكّد لنا هذا الاخير أنه بدأ الشروع في استغلال الأقطاب الفنية لمدينة الثقافة بتونس وفق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية للقطاع وهي هيكلة وتأهيل الفضاءات الثقافية والمجموعات الفنية من حيث القوانين الأساسية والموارد البشرية والتقنية في نطاق مشروع استغلال الأقطاب الفنية لمدينة الثقافة مع هيكلة وتأهيل الاوركستر السنفوني لأوبرا تونس وهيكلة وتأهيل بالي أوبرا تونس للكوريغرافيا المعاصرة والتقليدية وهيكلة وتأهيل الفرقة الوطنية للموسيقى وإحداث بيت الموسيقى والطبوع التونسية وتنظيم الاقامات الفنية للمسرح وأصوات الأوبرا والسينما والموسيقى والفنون المرئية والفنون التشكيلية وهيكلة وتأهيل المكتبة الوطنية السينمائية والمكتبة الوطنية.
ولهذا المشروع الذي خصص له مليون دينار تونسي أهداف تنموية منها كما أفادنا الاستاذ محمد الهادي الجويني إعتماد آلية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام في تحقيق أهداف التنمية وتشريك القطاع الخاص في إدارة الخدمة العمومية في المجال الثقافي وتأمين سيرها وتثمينها والاعتماد على قدرات القطاع الخاص في الابتكار والتجديد والمرونة في مجال تسيير وتمويل المرفق مع إدماج الهيكل العمومي الثقافي في الدورة الانتاجية للاقتصاد الوطني ورفع قدراته التشغيلية المباشرة وغير المباشرة مع تطوير هيكلة المؤسسة الثقافية بالاستفادة من الامكانيات المشتركة للقطاعين الخاص والعام.
ولهذا المشروع كذلك أهداف كميّة تتمثل في استغلال مسرح الأوبرا واستغلال مسرح الجهات بطاقة استيعاب تقدّر بـ700 مقعد واستغلال مسرح المبدعين الشبّان بطاقة استيعاب تقدّر بـ350 مقعدا مع استغلال قاعتي سينما بطاقة استيعاب تقدّر بين 150 و350 مقعد وإستغلال 5 أستوديوهات للتمارين و6000 متر مربع للفضاءات التجارية الحيوية وفضاءات الخدمات والعمل على بلوغ 200 موطن شغل مباشر بفضاءات الخدمات والفضاءات التجارية وتوفير 2000 موطن شغل غير مباشر خلال الخمس سنوات الاولى للمشروع في اطار الشراكة مع القطاع الخاص.
ويشار من جهة أخرى الى أن وزير الشؤون الثقافية الحالي الدكتور محمد زين العابدين يراهن على تفعيل الاسراع بانطلاق هذا الصرح الثقافي في العمل وذلك من خلال متابعته الدورية لمراحل تطوّره بعقد جلسات دورية على مستوى وزارته قصد البحث في نسب تقدّم أشغال بناء مدينة تونس الثقافية والإشكاليات اللوجيستية والتشريعات القانونية والتحضيرات المادية والمعدّات الفنية والتقنية والبشرية ليؤكّد خلال هذه الجلسات الحرص على التنسيق بين الإدارات المعنية لتسهيل وصول المعلومة والمضي قدما بمشروع مدينة تونس الثقافية والعمل وفق استراتيجيات واضحة المعالم وضمن إطار قانوني أساسي مع ضرورة تشريك المجتمع المدني والعمل على استقطاب مجموعة مهمة من المبدعين من مختلف الجهات الداخلية والإشتغال على تنفيذ مشاريع على المدى الطويل والقصير والمتوسط والتخلي عن منطق إقامة الحفلات والابتعاد عن المركزية وفي هذا الاطار وكبادرة أولى وفي اطار البرنامج الوطني لمدن الفنون وضمن عمل وحدة التصرف حسب الأهداف لمدينة الثقافة تنّظم خلية الرقص الفني "ملتقى الرقص" وذلك من 18 الى 20 ماي الجاري بولاية القصرين وفي اطار الانفتاح على الجهات الداخلية وتجسيما لمبدإ اللامركزية الثقافية كحق دستوري حيث يتضمن برنامج هذا الملتقى تنظيم مجموعة من ورشات الرقص وتقديم عدد من العروض الفنية الى جانب تنظيم حلقات حوارية لتقييم واقع الرقص الفني في تونس وسبل تثمينه.