قدّم المهاجم الدولي السابق ورئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل ايتو اعتذاره "الثلاثاء" بعد اعتدائه على المؤثر الجزائري على منصة يوتيوب سعيد سعدوني، عقب مباراة البرازيل وكوريا الجنوبية في ثمن نهائي مونديال قطر 2022 الاثنين، متعهّدًا "بمقاومة استفزاز الجزائريين".
ويُظهر الفيديو الذي انتشر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي إيتو وهو يضرب بحدّة مصورًا، يُعرف باسم سعدوني ويتابعه 66 ألف مشترك على يوتيوب، في صدره بعدما لاحقه الأخير مرددًا بعض العبارات سُمع منها "غاساما".
وكان إيتو محاطًا بالعديد من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من منعه على الرغم من جهودهم.
وحدث الاعتداء بجانب استاد 974 عقب مباراة البرازيل وكوريا الجنوبية في ثمن نهائي مونديال قطر، مساء "الاثنين".
في بداية مقطع الفيديو البالغ مدته 57 ثانية، كان ايتو بقبعة زرقاء يسمح للمشجعين بالتقاط صور شخصية "سيلفي"، قبل أن يتحداه مستخدم يوتيوب الجزائري، كان يلاحقه منذ البداية ويردد اسم غاساما في إشارة الى الحكم الغامبي باكاري غاساما الذي قاد مباراة إياب الدور الفاصل المؤهل للمونديال القطري بين الكاميرون (2-1 بعد التمديد في 29 مارس الماضي) والتي حسمتها الأسود غير المروضة في صالحها بهدف قاتل في الثواني الاخيرة من الوقت بدل الضائع، بعد ثوان من إدارك الجزائر للتعادل الذي كان كافيًا لمحاربي الصحراء ببلوغ النهائيات.
وغضب ايتو من المصور الجزائري مهددًا اياه قبل أن يوجه له ضربة بركبته الى صدره ويطرحه أرضًا ويواصل تهديده، فيما قام أحد مرافقي نجم برشلونة الاسباني السابق، بانتزاع الكاميرا منه ويلقي بها بقوة على الأرض.
وأوضح سعدوني في مقطع فيديو "الثلاثاء" "فعلت كل ذلك من أجل الجزائر".
وطمأن متابعيه على حالته مؤكداً انه في قسم الشرطة من أجل التحقيق"، مطالبًا إياهم بنشر مقطع الفيديو تحسباً لإغلاق السلطات القطرية لهذه القضية كون إيتو شخصية معروفة، لكنه أكد ثقته في القضاء القطري لردّ اعتباره أمام رئيس الاتحاد الكاميروني.
وأشار سعدوني إلى الأماكن التي تلقى فيها الضربة من إيتو "في صدري وعنقي وفكي"، مضيفا "تم تكسير الكاميرا والميكروفون".
وقدّم إيتو "الثلاثاء" اعتذاره في بيان نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه "أود أن أعتذر لأني فقدت أعصابي وقمت برد فعل لا يعكس شخصيتي".
وتابع "أتعهّد بمواصلة مقاومة الاستفزاز والمضايقات اليومية من بعض الجزائريين"، مضيفًا أنه منذ تلك المباراة في التصفيات "كنتُ عرضة للإهانات ومزاعم الغش من دون أي إثبات. خلال كأس العالم هذه، تعرضت الجماهير الكاميرونية للمضايقة من الجزائريين بخصوص هذا الموضوع".
وأضاف "سيناريو خسارة الجزائر كان حتمًا قاسيًا ولكن وفق القوانين...كل ملفات الاستئناف التي تقدم بها الاتحاد الجزائري للسلطات المعنية قد رٌفضت. لذا أدعو السلطات الجزائرية لتحمل المسؤولية ووضع حدّ لهذه الاجواء السيئة قبل وقوع مأساة أكثر خطورة".
وأسال فشل الجزائر في التأهل الى المونديال مدادا كثيرا، ووجه الاتحاد الجزائري ووسائل إعلام بلاده انتقادات كثيرة لغاساما واتهموه بالتسبب في عدم بلوغ النهائي، حتى أن الاتحاد الجزائري تقدم بطعن ضده لدى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، دون جدوى.
وقالت اللجنة "نأسف لأنه، وفقًا لتقييمكم، قد يكون لقرارات الحكام تأثير سلبي على مسار المباراة. (...) تم التدقيق بجميع الحوادث التي وقعت أثناء المباراة بعناية من قبل حكام الفيديو، وفقًا لقوانين اللعبة وبروتوكول حكم الفيديو المساعد".
وانتقد المدير الفني الجزائري جمال بلماضي مرارًا التحكيم في هذه المباراة بشكل خاص وفي القارة الإفريقية بشكل عام.
وكان فيفا غرّم الاتحاد الجزائري 3 آلاف فرنك سويسري بسبب رمي مقذوفات واشعال قنابل دخانية خلال إياب الملحق في البليدة.