رسالة مؤثرة من تلميذة: إشادة بالبراءة في وجه الظلم
أنا، رنيم نواش، أوجه لك رسالة من قلب ملئ بالاعتذار والاعتراف ببراءتك. أعتذر نيابة عن الجلادين الذين ينتهكون حقوق الوطن والمواطنين. أعتذر عن كل سياسي فاسد، وقاض ظالم، ووزير جائر. في هذه الكلمات، أسمع صوت الأطفال يدندنون ببراءة وحب للوطن، حتى لو تعرضوا للقتل والتشريد، إلا أنهم يظلون وفيّين لبلادهم.
لأول مرة، أسأل: هل يمكن للوطن أن يخذلنا بعدما قاتلنا من أجله؟ هل يمكن للوطن، الذي يجسّد أمل اليائسين، أن يتخلى عن أبنائه؟
علمنا الشاعر الشابي أن الوطن يُعتبر مبدأً يُرسى وديانةً تُعتنق. وعلمنا درويش أن الوطن حبيبةٌ لا تُخان. وعلمنا شوقي أن البلاد تُعظم بنوها. لكن لم يُعلمنا أحد أننا نحن الوطن وجوهره وغايته.
أعتذر لك عن تلك الدولة التي تطبّع مع الفساد، حيث تكونت براءتك ضحيةً للظلم والاستبداد والفساد.
وأعدك أنني سأخلّد معاناتك وبراءتك في كلمات الشعر والنثر والفن، فالفن لا يموت ولا ينسى.
أعتذر مرة أخرى، سيدي، وأعرب لك عن تقديري واحترامي العميق.
"ولو قتلونا كما قتلونا... ولو شرّدونا كما شرّدونا... لعدنا غزاةً لهذا البلد."
بكل تقدير،
رنيم نواش
انقر هنا للإستماع الى الفيديو بصوت التلميذة رنيم نواش
مسلسل "فلوجة" طرح قضايا حساسة ومثيرة للجدل تتعلق بتعاطي المخدرات والعلاقات الجنسية في سن مبكرة داخل مؤسساتنا التربوية. وبالرغم من أن هذه الظواهر قد تكون موجودة في بعض الواقعيات، إلا أن تقديمها كنموذج للتقليد أو المحاكاة غير مجدٍ. فالتعاطف مع هذه السلوكيات السلبية لا يمكن أن يكون رسالة تربوية بناءة، بل يجب أن نعترف بوجودها كحالات شاذة تتطلب جهودًا مشتركة لمكافحتها. إذا كان هدف المسلسل هو توجيه رسالة تحذيرية أو إبراز السلبيات للتصدي لها، فإن ذلك يتطلب التركيز على الحلول الممكنة وتعزيز القيم الإيجابية بدلاً من التركيز على السلوكيات الضارة. في النهاية، يجب أن نعمل معًا كمجتمع لمنع انتشار هذه الظواهر السلبية وتوجيه الشباب نحو سلوكيات صحية وبناءة.
وإن بحثنا عن أنموذج للإقتداء به فلن نجد أفضل من التلميذة رنيم نواش التي اعطت درسا للمجتمع التونسي، عمق فكري وحس وطني ,اخلاق عالية.
وفي رسالة مؤثرة ومليئة بالامتنان والتقدير، أعرب السيد لطفي القلمامي عن شكره العميق وامتنانه لأبناء المعهد النموذجي بأريانة، وهو شكر يتجاوز الإدارة والمربين إلى جميع الطلاب والطالبات وخاصة الأولياء الذين شكلوا جزءًا من الأسرة التربوية الموسعة. تحدث القلمامي عن الفرص التي سانحت له للتفاعل مع هؤلاء الشباب والشابات في دروس تعنى بالحقوق والحريات واحترام القانون وتمكينهم من فهم الإجراءات القانونية.
كما أشاد القلمامي بالروح الصادقة والعفوية التي عبرت بها تلميذة المعهد، رنيم نواش، والتي كانت بداية صحوة جديدة بالنسبة له وللمجتمع التعليمي. كما تطرق إلى الأسئلة الدقيقة والمحرجة التي طرحها طلاب معهد الصحافة، مؤكدًا على أهمية دور الشباب في بناء مستقبل أفضل.
القلمامي لم يكتف بالحديث عن التفاعل مع الطلاب فحسب، بل تحدث أيضًا عن أهمية التعليم في رفع قيم الحرية واحترام حقوق الإنسان وتطبيق القانون. وأشاد بجهود المعلمين والمعلمات الذين عملوا جاهدين على توجيه وتوعية الطلاب بهذه القيم الأساسية.
ختم القلمامي رسالته بتأكيد أن هذا الجيل المتفاعل والمسؤول هو أمل المستقبل، وأنه لا يمكن الاطمئنان على مستقبل البلاد إلا بوجود جيل من النجباء والمربين الأكفاء في كل مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا.