وُلد بشّار حافظ الأسد في دمشق يوم 11 سبتمبر 1965، لعائلة تنتمي إلى الطائفة العلوية (النصيرية) التي تمثل أقلية في سوريا. نشأ في أجواء السلطة، حيث تولى والده حافظ الأسد حكم البلاد عام 1970 بعد انقلاب عسكري. كان بشّار الابن الثالث للرئيس حافظ، حيث كان قبله كل من بشرى وباسل، الذي كان من المفترض أن يخلف والده، لكن وفاته في حادث سير غامض عام 1994 جعلت بشّار يصبح الوريث المفترض.
مقالات ذات صلة:
المعارضة السورية تسيطر على دمشق: إسقاط نظام بشار الأسد
تحوّل تاريخي في سوريا: سقوط نظام الأسد وتوجيهات بالتعاون لضمان الاستقرار
مصير بشار الأسد: غموض يعزز التكهنات حول مكانه بعد سقوط دمشق
التعليم والتكوين العسكري
بدأ بشّار دراسته في دمشق، حيث تخرج من مدرسة "الحرية الفرنسية" في عام 1982. ثم التحق بـ جامعة دمشق حيث درس الطب وتخرج منها عام 1988. بعد التخرج، انضم إلى القوات المسلحة في إدارة الخدمات الطبية في عام 1985، وأصبح طبيبا للعيون في مستشفى تشرين العسكري عام 1992. كما سافر إلى لندن لدراسة طب العيون، حيث قضى هناك فترة بين 1992 و1994.
التحضير لخلافة والده
بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل، قرر الرئيس حافظ الأسد استدعاء بشّار إلى دمشق في عام 1994 لتأهيله لتولي الحكم. فُوض بشّار بعد ذلك بمنصب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية المعلوماتية، التي كانت مسؤولة عن النشاط المعلوماتي في البلاد. كما انضم إلى الجيش السوري في عام 1994 وترقى في رتبته العسكرية بشكل سريع، ليصل إلى رتبة عقيد ركن في عام 1999.
التحول السياسي بعد وفاة حافظ الأسد
توفي حافظ الأسد في 10 يونيو 2000، ليترك خلفه فراغًا سياسيًا هائلًا. في أعقاب وفاته، أُصدر مرسوم تشريعي رفع بشّار إلى رتبة فريق وهو في سن 34 عامًا، وهو ما جعل من توليه الرئاسة أمرًا ممكنًا، رغم أن الدستور كان يشترط أن يكون الرئيس في سن الـ40. وبموجب تعديل دستوري سريع تم اتخاذه، أصبح بشّار الأسد رئيسًا لسوريا. في 27 يونيو 2000، تم انتخابه أمينًا قطريًا لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهو الحزب الحاكم في سوريا منذ الستينيات.
نهاية حكم بشّار الأسد
ظل بشّار الأسد في الحكم حتى 8 ديسمبر 2024، عندما أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن سقوط نظامه في دمشق بعد سنوات من الحرب الأهلية. هذا التاريخ يشكل نهاية حقبة طويلة من حكم عائلة الأسد التي دامت نحو 53 عامًا، ليبدأ الفصل الأخير في مسار سوريا السياسي.