اختر لغتك

محمد العروسي المطوي: عملاق الأدب والسياسة الذي أسس لجيلٍ جديد من المثقفين

محمد العروسي المطوي: عملاق الأدب والسياسة الذي أسس لجيلٍ جديد من المثقفين

في مثل هذا اليوم، 19 جانفي 1920، وُلد محمد العروسي المطوي، الأديب والسياسي التونسي، في بلدة المطوية جنوب البلاد. هذا الرجل الذي جمع بين عبقرية الأدب وحكمة السياسة، عاش حياةً غنية بالأحداث والإنجازات التي جعلت منه أحد أبرز أعلام تونس في القرن العشرين.

مقالات ذات صلة:

الكتاب والإبداع الأدبي والفكري التونسي في الدورة 27 من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر

حين يناديني صوت الواجب النضالي.. إلى ساحة الأدب المقاوم 

وفاة حكيم مرزوقي: رحيل القلعة الأدبية والملاذ الإبداعي

من جامع الزيتونة إلى السلك الدبلوماسي

بدأت رحلة المطوي الفكرية من جامع الزيتونة، حيث أظهر شغفه بالمعرفة وعشقه للثقافة. في سنة 1948، اجتاز مناظرة التدريس ليصبح أحد أساتذة الأدب والتاريخ، معتمداً طرقًا تعليمية عصرية جعلت منه مرجعًا للجيل الجديد.

بعد الاستقلال، انتقل إلى السلك الدبلوماسي، فكان أول سفير لتونس في بغداد، ثم في مصر والسعودية، حيث ترك بصمته الدبلوماسية حتى عام 1963.

برلمان ومؤسسات ثقافية

عام 1964، دخل محمد العروسي المطوي عالم السياسة من باب مجلس الأمة، حيث انتُخب نائبًا لأربع دورات متتالية. بالتوازي، أسس ورأس النادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية، وكان من الأعضاء المؤسسين لاتحاد الكُتّاب التونسيين، الذي قاده لعقد كامل بين 1981 و1991.

رائد الأدب والإبداع

كان المطوي كاتبًا متعدد المواهب، نظم الشعر وألّف الروايات وكتب القصص القصيرة والمقالات الصحفية. روايته "التوت المر" التي أُدرجت ضمن أفضل 105 رواية عربية تُعتبر إحدى روائع الأدب العربي. كما كتب للأطفال، وقدم موسوعات تثقيفية تعلّم الأجيال قيمًا ومعارف بأسلوب مشوق.

إرثٌ أدبي خالد

تُبرز قائمة أعماله الطويلة دوره في الحفاظ على التراث ونشر الوعي الثقافي. من دراساته عن التاريخ والأدب، مثل "الحروب الصليبية في المشرق والمغرب" و"سيرة القيروان"، إلى تحقيقه نصوصًا تاريخية وتراثية أبرزها "خريدة القصر وجريدة العصر".

تكريم وجوائز مستحقة

نال المطوي عدة جوائز تقديرية، منها جائزة بلدية تونس للرواية وجائزة الدولة التقديرية في الآداب. وقلد بالوشاح الأكبر للوسام الثقافي، تقديرًا لعطائه الغزير الذي لم ينقطع حتى وفاته في 25 جويلية 2005.

مدرسة الإبداع والمسؤولية

محمد العروسي المطوي لم يكن مجرد أديب أو سياسي؛ كان مدرسة في الالتزام الوطني والإبداع الثقافي. حمل قلمه ليكتب عن تونس، تاريخها ومستقبلها، وعن الإنسانية ككل، ليظل اسمه خالدًا في ذاكرة الأدب العربي.

عندما نتحدث عن محمد العروسي المطوي، فإننا نتحدث عن وطنٍ بأكمله يروي قصته من خلال فكره وإبداعه.

آخر الأخبار

افتتاح مركز توزيع جديد لمواد الاختصاص بزغوان تعزيزا لسياسة القرب وتحسين الخدمات

افتتاح مركز توزيع جديد لمواد الاختصاص بزغوان تعزيزا لسياسة القرب وتحسين الخدمات

نابل تفتح أبواب الحلم للأطفال… “نيابوليس” يعود في دورته 38 بكرنفال عالمي للفنون والخيال

نابل تفتح أبواب الحلم للأطفال… “نيابوليس” يعود في دورته 38 بكرنفال عالمي للفنون والخيال

نيجيريا تكشف أسلحتها الثقيلة لكأس إفريقيا 2025… والموعد الناري مع نسور قرطاج يشتعل مبكرًا!

نيجيريا تكشف أسلحتها الثقيلة لكأس إفريقيا 2025… والموعد الناري مع نسور قرطاج يشتعل مبكرًا!

علوان يقود النشامى إلى المربع الذهبي: الأردن يطيح بالعراق ويعلن نفسه منافسًا شرسًا على لقب كأس العرب

علوان يقود النشامى إلى المربع الذهبي: الأردن يطيح بالعراق ويعلن نفسه منافسًا شرسًا على لقب كأس العرب

25 اتفافية شراكة جديدة بين تونس–الجزائر: ختام زيارة رسمية توحّد الرؤى وتفتح آفاقاً استراتيجية

25 اتفافية شراكة جديدة بين تونس–الجزائر: ختام زيارة رسمية توحّد الرؤى وتفتح آفاقاً استراتيجية

Please publish modules in offcanvas position.