اتصل بنا السيد محمد الصيد وهو عامل يومي، وأكد لنا أن ابنيه محمود ومحمد ماهر قد تورطا في جريمة قتل لا ناقة لهما فيها ولا جمل، إذ يقول إن حارسا ليليا لأحد المصانع المنتصبة بالقصيبة التابعة لمعتمدية مساكن من ولاية سوسة قد تم قتله قبل أن تتم سرقة مبلغ 1500 دينار، وكان ذلك خلال شهر مارس 2013، وأن أصابع الاتهام قد وُجهت إلى ابنيه ونفر آخر فتم ايقافهم وإحالتهم على الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني والتي أحالتهم بدورها على أنظار أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسوسة الذي اختتم أبحاثه في هذه القضية ثم أحالها على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بسوسة فوجهت للموقوفين تهم قتل نفس بشرية عمدا المتبوعة بجريمة السرقة وتكوين وفاق بقصد الاعتداء على الأشخاص والأملاك.
وأضاف محدثنا أن احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة قضت بثبوت إدانة المتهمين الثلاثة وذلك بسجنهم مدى الحياة مشيرا إلى أن تقرير مصلحة البصمات التابعة للإدارة الفرعية للمخابر الجنائية والفنية نفى تطابق بصمات الموقوفين مع البصمات الموجودة بمسرح الجريمة وأن أحد الشهود أكد أن عمّه وصديق هذا الأخير هما من قتلا الحارس الليلي وأن قريبه المذكور له سوابق عدلية في التنقيب عن الكنوز وأنه سمع جدته تعلم والده بأن شقيقه (عم الشاهد) أعلمها بكونه سيختفي عن الأنظار بعد تنفيذه لجريمة قتل، وأن العديد من سكان منطقته يعرفون الحقيقة، وعبر لنا عن استغرابه من عدم البحث في هويات القتلة من خلال البصمات التي تم العثور عليها وكذلك من عدم إحالة ابنه الأصغر على قاضي الأطفال باعتباره لم يبلغ سن الثامنة عشر يوم إيقافه، وختم محدثنا حديثه بتعبيره لنا عن ثقته في القضاء التونسي وفي انصافه للموقوفين خلال الطور الاستئنافي، والأكيد أننا سنعود لاحقا إلى ذات الموضوع سواء طرأ بخصوصه جديد أو لم يطرأ.