"قدوس وجاكي".. سمسار وخادمة نيجيريان حضرا من مدينة "كاتسينا" النيجيرية، للعمل في مدينة الرحاب بالقاهرة الجديدة، ودخل كل منهما مصر بطريقة شرعية في وقتين مختلفين، حيث توطدت علاقتهما كونهما ينتميان لبلدة واحدة، غير أن انفصال الأول عن زوجته عزز من نشأة علاقة غير شرعية بينهما.
استمرت العلاقة بين قدوس"، 28 سنة، و"جاكي"، 27 سنة، طيلة 7 أشهر، كانت تتردد خلالها جاكي في شقة قدوس المستأجرة بالطابق الرابع في المجموعة 126، بمدينة الرحاب، لكنها لم تكن المرأة الوحيدة، ففي تلك الشقة احترف قدوس إقامة حفلات "البونجا" الجنسية، بطقوس غرب أفريقيا، وتخليط الخمور، وتعاطي الفودو وممارسة طقوس شيطانية رفقة عدد من النيجريين.
ليلة الأربعاء، دعا قدوس عددا من أصدقائه لقضاء سهرة حمراء، ولم يلبِ أحد منهم الدعوة سوى "جاكي" التي حضرت، وكان قد جهز مستلزمات السهرة (فودو، وفوديكا، وبيره، وبعض الخمور والأعشاب النيجيرية)، وتناول الشاب والمرأة تلك المواد، ومارسا الرذيلة أكثر من مرة، كان آخرها داخل بانيو الحمام، حتى لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة، وفقدت الفتاة الوعي لمدة نتيجةً للمُضاعفات الناجمة عن تعاطي المخدرات وتعاطي الكحول، حتى صباح الجمعة.
صباح الجمعة أفاقت الفتاة من غيبوبتها لكنها "مثقلة الرأس"، وتوجهت إلى باب الشقة عارية الجسد، وفتحت الباب للاستنجاد بالجيران، حتى رأتها إحدى قاطنات العقار، وحينما حاولت الاستفسار منها عما حدث، سقطت "جاكي" مرة أخرى، فأبلغت المرأة رجال الشرطة.
تحركت قوة أمنية تابعة لقسم شرطة التجمع الأول، ودلفت إلى الشقة وعثرت على جثة الشاب النيجيري، والفتاة في حالة عدم قدرة على الرد، "اعتقدنا أنها متوفاة في البداية، لكن الأطباء أخبرونا بأنها مازالت على قيد الحياة فتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج"، مصدر أمني يقول.
وكشفت معاينة المعمل الجنائي ورجال البحث، سلامة جميع منافذ الشقة، والباب، وحاولت استجواب الفتاة بعد نقلها إلى المستشفى لكنها كانت "مرتبكة وتشعر بدوخة طول الوقت".
تحريات المباحث لفك "اللغز" وضعت أكثر من سيناريو، أولها أن أحد الأشخاص دلف إلى الشقة ويحوز نسخة من مفاتيحها والأخرى، قيام الفتاة بارتكاب الواقعة، والثالثة وفاة الشاب نتيجة هبوط في الدورة الدموية، ذلك الاحتمال الذي عززه تقرير الفحص الطبي المبدئي والذي أثبت أن الوفاة كانت نتيجة تسارع في ضربات القلب، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وانسداد مجرى التنفُس الخاص به بسبب وجود عوائق منعت وصول الأكسجين وانسداد الرئة.
المعاينة الجنائية، أثبتت تعاطي الشاب والفتاة خمور مخلطة ضمن طقوس اعتاد الشاب على تعاطيها وهو ما قاله صديق له، أثناء الادلاء بشهادته "عزمني على سهرة وأنا رفضت لظروفي الشخصية".
إحدى جارات المتوفي، أكدت ملاحظتها لوجود غرباء يترددون على شقته للسهر، من بينهم "فتيات وشباب"، لدرجة أنهم تسببوا في إزعاج الجيران أكثر من مرة.
المصدر الأمني أكد أن التحريات والمعاينة والفحص الطبي المبدئي أشارت إلى وفاة الشاب نتيجة الإفراط في تناول خمور مخلطة مع مخدر الفودو المضاف عليه أعشاب نيجيرية.
التحريات أشارت إلى أن المتوفي كان يمارس طقوسًا غريبة في سهراته، مع عدد من أصدقائه يُطلقون عليها "البونجا"، حيث عُثر على جثته في "بانيو" داخل الحمام، وجسده عار، وتوجد بعثرة للمواد الكحولية ومواد تخليطية أخرى تم إرسال عينات منها للطب الشرعي، والمعمل الجنائي، تحت تصرف النيابة العامة.
أمرت نيابة القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار محمد سلامة، بإيداع المرأة المصابة بأحد المستشفيات الحكومية لتلقى العلاج والرعاية الطبية اللازمة، وتواصل تحقيقاتها في الواقعة، للوقوف على جميع الملابسات، وأمرت بعرض الفتاة على الطب الشرعي
كما أمرت نيابة القاهرة الجديدة بتفريغ كاميرات المراقبة، واستعجال تحريات المباحث، عن الشقة التي وقع بها الحادث خاصة وأن التحقيقات أفادت بإقامة حفلات سكر جماعية داخلها.
وتحرر محضر بالواقعة، وتباشر النيابة العامة التحقيقات.