في تطور غير مسبوق أثار موجة من الجدل في مصر، واجهت المخرجة والإعلامية الشهيرة إيناس الدغيدي هجوماً عنيفاً بعد تصريحاتها الصادمة حول "المساكنة" قبل الزواج. حيث اعترفت الدغيدي علنًا بأنها خاضت هذه التجربة مع زوجها قبل الزواج الرسمي، مما أثار ردود فعل متباينة بين مؤيدين ومعارضين، وأدى إلى تقديم بلاغ قانوني ضدها يتهمها بالتحريض على الفسق والفجور.
البلاغ القانوني: تهديد للسلم الاجتماعي
لم يتأخر الرد القانوني على تصريحات الدغيدي، حيث تقدم الدكتور صبرة القاسمي، الخبير القانوني، ببلاغ رسمي إلى النائب العام يتهمها فيه بإثارة الفتن وتهديد قيم المجتمع المصري. وأشار القاسمي في بلاغه إلى أن تصريحات الدغيدي تشجع على إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج، مما يعادل تحريضًا صريحًا على الزنا. واستند البلاغ إلى مواد قانونية صارمة، من بينها المادة 277 من قانون العقوبات والمادة 1 من قانون مكافحة الدعارة، التي تُجرّم مثل هذه الدعوات وتفرض عقوبات قاسية على مروجيها.
إيناس الدغيدي: بين حرية التعبير والقيم المجتمعية
من جانبها، أكدت إيناس الدغيدي خلال ظهورها في برنامج "القرار" على فضائية "الغد" أنها خاضت تجربة "المساكنة" لمدة 9 سنوات مع زوجها قبل الزواج، مشيرة إلى أن العلاقة كانت عاطفية فقط. هذه التصريحات جاءت لتكسر أحد أكبر التابوهات في المجتمع المصري، مما جعلها هدفًا لانتقادات لاذعة من قبل المحافظين الذين يعتبرون مثل هذه الأفكار تهديدًا مباشرًا للمنظومة الأخلاقية والقيمية في البلاد.
تداعيات محتملة
الجدل المستمر حول تصريحات الدغيدي يطرح تساؤلات حول حدود حرية التعبير في مواجهة القيم المجتمعية. فهل ستؤدي هذه التصريحات إلى تغيير في النظرة المجتمعية تجاه "المساكنة"، أم ستبقى مجرد شرارة في نقاش أوسع حول التغيرات الاجتماعية في مصر؟ وفي الوقت ذاته، يبقى مصير البلاغ القانوني ضد الدغيدي قيد الترقب، حيث يترقب الجميع ما إذا كان القضاء سيأخذ خطوة جادة في هذا الاتجاه.
بين المواقف المتناقضة
في ظل الانقسام الحاد بين مؤيدين يرون في تصريحات الدغيدي خطوة نحو تحرير النقاش المجتمعي حول قضايا حساسة، ومعارضين يرون فيها تهديدًا للهوية الثقافية والدينية، يبقى السؤال الأبرز: إلى أي مدى يمكن أن تصل تداعيات هذا الجدل في المجتمع المصري؟ وهل يمكن أن يكون هذا النقاش مقدمة لتغيير أعمق في طريقة التعامل مع قضايا العلاقات الشخصية في البلاد؟