في تطور لافت على الساحة القضائية التونسية، قضت الدائرة الجناحية 17 بمحكمة الاستئناف بتونس بإدانة المحامية والإعلامية سنية الدهماني بتهمة استخدام شبكات الاتصال لنشر إشاعات كاذبة، وتخفيف العقوبة إلى عام وستة أشهر سجنًا.
مقالات ذات صلة:
المحكمة الابتدائية بتونس تقضي بالسجن لمدة عامين في حق المحامية سنية الدهماني
جدل قانوني وإثارة سياسية: محكمة الاستئناف تقضي بالسجن 8 أشهر ضدّ المحامية سنية الدهماني
إغلاق بحث قضية المحامية سنية الدهماني: تطورات جديدة
تعود القضية إلى تصريحات إعلامية أدلت بها الدهماني بشأن ملف المهاجرين الأفارقة في تونس، وهي تصريحات أثارت جدلاً واسعًا واعتُبرت وفق القضاء التونسي تجاوزًا للقانون، نظرًا لما قد تسببه من تأثير على الرأي العام.
ملف شائك وحرية مقيدة
القضية تسلط الضوء على الإشكاليات المرتبطة بحرية التعبير وحدودها القانونية في تونس. ففي الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن ما قالته الدهماني يدخل ضمن حرية التعبير المكفولة دستوريًا، يرى آخرون أن التصريحات تحمل خطابًا خطيرًا من شأنه تهديد السلم الاجتماعي ونشر إشاعات كاذبة.
محامو الدفاع عن الدهماني أكدوا أن الحكم قاسٍ ومبالغ فيه، مشيرين إلى أن ما قالته كان رأيًا شخصيًا يُفترض أن يخضع للنقاش المجتمعي بدل العقاب القضائي.
جدل حقوقي وأبعاد سياسية
لم تكن القضية معزولة عن الجدل السياسي والاجتماعي الدائر في البلاد حول التعاطي مع ملف المهاجرين الأفارقة، وهو موضوع لطالما أثار حساسيات شديدة في المجتمع التونسي. منظمات حقوق الإنسان سارعت إلى التحذير من استغلال مثل هذه القضايا لتقييد حرية التعبير أو تكميم الأفواه، داعية إلى إصلاح القوانين المنظمة للإعلام والتعبير بما يضمن التوازن بين حرية الرأي والحفاظ على السلم الاجتماعي.
تداعيات على المشهد الإعلامي
إدانة سنية الدهماني، المعروفة بآرائها الجريئة، تفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل العمل الإعلامي في تونس. هل أصبح الصحفيون والإعلاميون مهددين بالتضييق أو العقاب القضائي عند التعبير عن آرائهم في قضايا حساسة؟
فيما تستعد الأطراف المتنازعة لاستئناف النقاش حول هذه القضية، يبقى السؤال الأبرز قائمًا: كيف يمكن تحقيق التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية في تونس ما بعد الثورة؟