جهات حقوقية ترحب بتعديل القانون ومضاعفة العقوبة لمجابهة عادة متبعة على نطاق واسع داخل المجتمع وتدعو الى تطبيقه
رحبت جهات حقوقية نسوية في مصر عزم البرلمان تشديد عقوبة الأشخاص الذين يرغم المرأة على الختان، حيث تنوي فرض عقوبة تصل حتى 7 سنوات سجن بدل العقوبة التي كانت متبعة وتتراوح من 3 أشهر حتى 3 سنوات.
ووافق البرلمان المصري على اقتراحات لتشديد مدد السجن لتتراوح بين خمس سنوات إلى سبع سنوات، إضافة إلى عقوبات أشد في حالة أفضت العملية إلى الوفاة أو العاهة المستديمة.
من جهتها أكدت الدكتورة هالة عثمان المحامية بالنقض ورئيس مركز "عدالة ومساندة" أن موافقة الحكومة علي تعديل المادة 242 من قانون العقوبات بتغليظ عقوبة جريمة ختان الاناث، وإرسال المشروع إلي مجلس النواب لمناقشته وإقراره يأتي انتصارا لمعركة طويلة مع هذه القضية التي باتت ظاهرة تهدد المجتمع وتهين كرامة الفتاة.
ورحبت منظمة "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية " (EIPR) وهي منظمة حقوقية مقرها القاهرة بتشديد العقوبة، لكنها أشارت الى أن التشديد يمكن أن لا يردع المواطنين عن اجراء عمليات ختان الاناث ويمكن أن يقود الى مزيد من السرية حول اجراء العملية.
وقالت داليا عبد الحميد من "المبادرة المصرية" :" تشديد العقوبات سوف يخفض أيضا من معدل الإبلاغ عن حالات ختان الاناث حيث سيجعل العائلات تخاف من التصريح حول اجراء العملية".
وبات ختان الإناث عملا مجرما في مصر منذ 2008، لكنه لا زال منتشرا على نطاق واسع في البلاد. ويشمل هذا الإجراء الإزالة الجزئية أو الكلية لأعضاء المرأة التناسلية الخارجية بحجة تنظيم حياتها الجنسية، وينتج عنه تعقيدات صحية عديدة.
ويمارس ختان الإناث عند المسلمين والمسيحيين وعدد من الدول الأفريقية وفي مناطق متفرقة من الشرق الأوسط. وفي أيار/مايو ، توفيت فتاة مصرية أجريت لها عملية ختان من جرّاء المضاعفات، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى مطالبة مصر باتخاذ إجراء أكثر صرامة.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من تسعة نساء من بين امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 15 حتى 49 عاما جربن ختان الاناث في مصر، وأجريت نحو 80 بالمئة من هذه العمليات من قبل أصحاب المهن الطبية.
مع ذلك قال صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) إن نسبة الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 15 حتى 17 اللواتي أجريت لهن عمليات ختان انخفضت الى حوالي ستة من 10 اعتبارا من عام 2014.
وتشكك منظمات حقوقية في مصر التي تقول ان القانون الحالي لا يجري تطبيقه وأن المجتمع متساهل مع قضية الختان الذي يمارس على نطاق واسع بين المسلمين والمسيحيين في مصر.
ويقول الحقوقي رضا الدنبوقي إنه لدى كثير من الناس يرتبط ختان الاناث مع فكرة الشرف، لذلك فإن الحل هو ليس عن طريق القانون انما عن طريق معالجة عقول الناس.
حسب تقرير لمنظمة اليونيسف نشر في الشهر الثاني من العام، جاء فيه ان مئتي مليون فتاة وامرأة تم ختانهن في ثلاثين بلداً حول العالم بين عامي 2004 و20015. وهؤلاء تتراوح اعمارهن بين بين الخامسة عشرة و التاسعة والاربعين.
اما البلدان التي تشكل فيها اعلى نسبة من هذا الاعتداء على الفتيات والنساء هي الصومال حيث تصل النسبة الى98%، وغينيا 97%، ودجيبوتي 93% وسيراليون 90% ومالي 89%، ومصر 87%، واريتريا 83%.
اما الفتيات دون الرابعة عشر من العمر، واللواتي تعرضن للختان فيبلغ عددهن 44 مليون.
واما تبلغ نسبتهن في بعض الدول : في غامبيا 56% ، وفي موريتانيا 54% واندونيسيا 49%، وفي غينيا 46% واريتريا 33%.
بمساهمة (وكالات)