حذرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية السلطات التونسية، الإثنين، من لجوء تنظيم داعش الإرهابي إلى بناء خلايا صغيرة في مناطق أخرى داخل ليبيا أو التوجه إلى تونس، لإعادة التمركز لشن هجمات إرهابية على نطاق أوسع، خاصة مع قرب انتهاء المعارك العسكرية في مدينة سرت.
ويمثل تونسيون غالبية عناصر داعش في سوريا والعراق بواقع 4 آلاف عنصر، ما يساعدهم على التنقل بحرية عبر الحدود الليبية-التونسية الطويلة غير المحكومة؛ إذ ينتحلون صفة تجار بضائع أو وقود.
وذكرت المجلة في تقرير لها أن السلطات التونسية تواجه خطرا جديدا مع اقتراب انتهاء العمليات العسكرية في سرت الليبية، وزيادة احتمال هروب المواطنين التونسيين والعودة إلى بلادهم مرة أخرى، الأمر الذي دفع السلطات التونسية الى رفع حالة الإنذار الى حالة التأهب القصوى خوفا من عودة المقاتلين التونسيين الفارين من المعارك والانضمام إلى جماعات إرهابية أخرى كتنظيم "القاعدة".
وقال مراقبون، خلال التقرير، إنه بالرغم من أن الإجراءات الأمنية المشددة التي طبقتها تونس لحماية الحدود، وبناء حاجز بطول 125 ميلاً، إلا أن عناصر داعش يتمكنون من العبور من وإلى تونس.
وقال الباحث في معهد رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط محمد الجارح، إن "على تونس فعل المزيد لحماية حدودها مع ليبيا وضبط أنشطة التهريب التي تعد الطريق الأمثل لعودة عناصر داعش التونسيين"، مضيفاً أنه "يجب القضاء على الفساد في قطاع الشرطة التي تتولى تأمين الحدود بجانب حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع الشباب للانضمام إلى الجماعات المتطرفة".
وأفادت تقارير إعلامية في وقت سابق بهروب عدد كبير من عناصر التنظيم إلى الجنوب الليبي وإقليم الصحراء ودول الجوار بحثا عن ملاذ جديد لإعادة التمركز أو الانضمام إلى تنظيمات إرهابية أخرى كالقاعدة أو أنصار الشريعة.
وتلك المخاوف حذرت منها الحكومتان التونسية والفرنسية في وقت سابق؛ إذ طالبتا بزيادة التعاون والتنسيق لمواجهة الخطر الذي يواجه دول جوار ليبيا بخروج عناصر التنظيم فور هزيمتهم في سرت.