مع بث مسلسل "باب الرزق" على الوطنية الأولى ظهر عدد كبير من المعجبين بأداء الفنان يحي الفايدي، يتفاوت الإعجاب والدهشة بين الناس كأنه اكتشاف. لكن بالنسبة لي، لا أجد نفسي منبهرا بشكل خاص، فقد عاشت عيناي تجربة يحي الفايدي منذ أيام شبابه، عندما كان يشع بحيوية ونشاط في المعهد الثانوي في 7 نوفمبر 1987. كانت تجاربه في المسرح المدرسي بإعدادية حي السعادة مع الأستاذ حمادي المزي ومن هنا، بدأت رحلة يحي نحو الفن والتميز.
يحي الفايدي، ذلك الفتى الدقيق في أدائه والعميق في أفكاره، عشق الخشبة منذ أيام قاعة العروض بدار الثقافة بالمحمدية. بعد تخرجه من المرحلةالثانوية، اتجه نحو المعهد العالي للفنون الركحية، حيث تخرج برتبة أستاذ.
يحي ليس مجرد ممثل محترف، بل هو فنان محترف بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يحترم فنه ويعيشه بكل تفاصيله، دون أن يقدم أي شيء دون الاحترافية المطلوبة. قد يكون تأخر ظهوره أمام الكاميرا في زمن يفضل الظهور السريع على الكفاءة، لكن الحرفية والاستمرارية جعلته يثبت يومًا بعد يوم أنه من الكبار، وسيبقى إرثه محفورًا في تاريخ الفن.
لمن لا يعرف يحي الفايدي، فليعلم أنه طفل كبير في العقد الخامس من عمره، ولد ليكون متميزًا في عالم المسرح.
في الحقيقة مهما كتبت عن تجربة يحي الفايدي لا أفيه حقه، وهذه من المرات القليلة التي حاولت الكتابة عن عمل يشارك فيه يحي فهربت بي الكلمات للحديث أن يحي الفايدي، الذي لا يلهث وراء الأدوار ولا الاعلام، وكأن لسان حاله يقول لي : أنا قمت بواجبي على أتم وجه، ولكل واجبات يجب أن يقوم بها.
ولمن يريد متابعة يحي الفايدي أكثر، فله مشاركة مهمة في سلسلة "نهار على عمار" التي ستبث على قناة نسمة الجديدة بداية من يوم الاثنين 25 مارس 2024 مع سيف عمران ومن إخراج زياد اليتيم.
تحياتي صديقي