المكتبات من رفوف إلى عودة حياة إلى خلق وإبداع... المكتبات من مكان إكتساب إلى مكان إنتاج ..
هي إستراتيجية كاملة ومشروع إنكبّت عليه إدارة المطالعة العمومية بالتنسيق والإستئناس بكلّ الخبرات تربوية وبيداغوجية وتقنية وفنيّة وبكفاءات تحمل نفس الحماس للنهوض بالقطاع المكتبي..
البداية كانت مع تسليط الضوء على هشاشة هذا القطاع وضعف الإقبال على الكتاب مقارنة بدول أخرى .
وطرح الكتاب كبديل ثقافي لمقاومة كل المظاهر السلبية التي تنخر مجتمعنا وتستهدف شرائحه وتشتت طاقاته الفكرية وإستعداداته الذهنية في مختلف المراحل العمرية .
تم في وقت أول دعم الأرصدة أرقاما و نوعية وتعصير عدد مهم من المكتبات وتخصيص فضاءات لائقة وجاذبة للأطفال ..
ومن هنا كان التركيز على الطفولة المبكّرة وإحياء أعلامنا الوطنية والتعريف بها وفق برامج يجتهد المكتبيون فيها لتقديم محتويات فكرية وترفيهية وتربوية حول الشخصيات التونسية أمثال (الطاهر الحداد ،زبيدة بشير ،محمد العروسي المطوي ،..)
كما تم تثمين مبادئ التنمية المستدامة والعمل على تفعيل نقاطها السبع عشر في برامج العمل والأنشطة والتي أهّلت تونس لريادة في هذا البرنامج التنموي الأممي.
بعد المسابقات الكلاسيكيّة لأوفى المطالعين والتي بقيت خلال سنوات دون تجديد تستثني عددا كبيرا من الأوفياء ولا تكرّم إلا النزر القليل ،كانت المسابقات الأدبية مرحلة إنتقال في عالم المكتبات ،من الإطار والتأطير إلى الإنتاج و تثمين المواهب وإعداد الأقلام الشابة لعالم النشر ..(تقاسيم وكلمات ،مصيف الكتاب ،كتاب على الحدود ..)
من هذه المراحل ظهرت أسماء متوجين بأعمالهم الخاصة لتبدأ الرحلة مع الكتابة والنشر والتوزيع مثل منيار نواصري وأماني بن علي ..
مرحلة الحجر الصحي فتحت باب الإجتهاد لإنتاج مشاريع رقمية تفاعلية ،تراوحت بين الحكاية والمسرحية والعمل الرقمي عمّقت أواصر العلاقات صلب العائلات وأفضت إلى إنتاجات تجمع بين الممتع والمفيد..(مبدعون في الحجر)
ومع الشراكات التي مافتئت تتنوع وتتقوى روابطها مثل الكريديف و الهلال الأحمر والمعهد الفرنسي ومنظمة الطفولة والمصائف والجولان والجامعات والمدارس والمعاهد ..
لا شك أننا قطعنا شوطا كبيرا نحو إعادة هيكلة القطاع وتطويره بتشريك كل الفاعلين فيه إطارات وأعوان.
هذا الإقلاع أعاد ترتيب أولويّاتنا كشعب يؤمن أن الثورة فكرية أو لا تكون لخلق جيل مثقف ومتعلّم وحامل لقيم تغرسه فيه المكتبة التي أرادت أن تكون مصدر إشعاع وإشباع وإبداع تستجيب لمتطلبات جيل له معايير مختلفة لكسب وفاءه للفضاء.
البطولة الوطنية للمطالعة سوف تحمل معها أيضا حصادا آخر ..وقد زرعنا البذور في منافسة أطلقناها وننتظر قطافها...