عادت مساء الخميس 5 ديسمبر 2024، عملية وسق الفسفاط التجاري عبر القطارات إلى طبيعتها انطلاقًا من مغسلة الرديف التابعة لشركة فسفاط قفصة، بعد توقفها خلال الشهر الماضي نتيجة هطول أمطار غزيرة تسببت في غمر السكة الحديدية بالمياه والأوحال.
مقالات ذات صلة:
شركة فسفاط قفصة تحقق زيادة في الإنتاج بنسبة 11.6% خلال 2024
احتجاجات جديدة بالرديف: 14 شخصاً يوقفون شحن قطار الفسفاط ويطالبون بتحقيق الوعود!
بعد توقف دام تسع سنوات: انطلاق أول قطار محمل بـ800 طن من الفسفاط من الرديف نحو المتلوي
استئناف النشاط بعد توقف مطول
استأنف أول قطار محمّل بالفسفاط رحلته نحو مصانع المجمع الكيميائي التونسي، ما يُعدّ تطورًا إيجابيًا يساهم في فك أزمة التكدس الكبيرة التي تعاني منها مغسلة الرديف. حيث تشير المعطيات إلى أن أكثر من 1.4 مليون طن من الفسفاط التجاري الجاهز للوسق تراكمت في المغسلة.
أزمة التكدس وأسبابها
لم يكن التعطيل الأخير بسبب الأمطار فقط، إذ سبقته احتجاجات نفذها عدد من المعطلين عن العمل المطالبين بالتشغيل، مما أعاق عمليات النقل لفترة طويلة. وأثرت هذه الاعتصامات بشكل مباشر على نسق الإنتاج وحركة التزويد نحو المصانع، مما زاد من الأعباء الاقتصادية لشركة فسفاط قفصة.
أهمية استئناف النشاط
يُعدّ استئناف نقل الفسفاط عبر القطارات خطوة حيوية لدعم الاقتصاد المحلي والوطني، حيث يشكّل الفسفاط عصبًا رئيسيًا للصناعة الكيميائية التونسية، وخاصة المجمع الكيميائي. كما يعزز ذلك قدرة الشركة على تجاوز الأزمات المتكررة، سواء المتعلقة بالأوضاع المناخية أو الاحتجاجات الاجتماعية.
التحديات القادمة
رغم استعادة نسق النقل، لا تزال الشركة تواجه تحديات كبيرة تتعلق بإيجاد حلول مستدامة لتجنب تعطيل الإنتاج مستقبلاً، سواء عبر تحسين البنية التحتية للنقل أو معالجة المطالب الاجتماعية للمحتجين بما يحقق توازنًا بين التنمية الاقتصادية والبعد الاجتماعي.
عودة نشاط النقل بالقطارات تمثل انفراجة في أزمة الفسفاط، لكنها تبرز الحاجة إلى خطط استراتيجية لضمان استقرار هذا القطاع الحيوي على المدى الطويل.