وزارة الثقافة الفلسطينية تفتتح فعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2021.
جنين (فلسطين) - افتتحت مديرية وزارة الثقافة الفلسطينية، بالتعاون مع محافظة جنين ومديرية التربية والتعليم والمجلس الاستشاري الثقافي، يوم الأربعاء “سوق العاصمة الثقافي” في مدرسة فاطمة بن خاتون، ضمن فعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية.
وشمل المعرض زوايا لأشغال يدوية ومأكولات شعبية، وصناعات تقليدية، إضافة إلى معرض للكتاب والقراءات الشعرية، وفقرات فنية للأطفال وزجل شعبي.
وفي كلمة المحافظة قال حسن الطاهر إن “السوق يأتي كجزء من احتفالات دولة فلسطين في بيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2020، لنرسل إلى العالم فكرة أننا شعب مستمر في النضال والمقاومة من خلال تثبيت هويته ونشر ثقافته وتراثه”.
وتعود قصة اعتماد بيت لحم عاصمة للثقافة العربية إلى عام 2014 عندما طلب الفلسطينيون ترشيح المدينة لتكون عاصمة للثقافة العربية وذلك “للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية والحضارية لبيت لحم”.
وانطلقت فعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية في أبريل 2021، بعد أن أجلتها وزارة الثقافة العام الماضي بسبب تفشي فايروس كورونا.
ويعتبر هذا السوق، الذي اختتم فعالياته أخيرا في مدينة بيت لحم لتنطلق في مدينة جنين، منصة ثقافية هامة لرفع وعي المجتمع المحلي بمكونات ثقافته وتنوعها وتوسعها، بالإضافة إلى التحديات التي كانت جزءا من تاريخ الفلسطينيين وبيت لحم بالخصوص، المدينة التي استطاعت بأهلها النهوض في كل مرة على امتداد تاريخها العريق.
وقالت سلام الطاهر -مدير عام التربية والتعليم في جنين وقباطية- إن “افتتاح فعاليات المعرض رسالة للاحتلال والعالم بأن شعبنا متجذر بالانتماء الوطني وأنه مبدع في طرق مقاومته”.
من ناحيتها أشارت أمل الغزال -مدير مديرية الثقافة في جنين- إلى “تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والشعبية في المحافظة ضمن هذه المناسبة، للتأكيد على تمسك شعبنا بهويته وتراثه وعلمه وبثوابته الوطنية”.
وقالت إن “هذه الفعاليات والمعارض تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والشعبي الفلسطيني، وتستهدف كافة فئات المجتمع الفلسطيني بما فيها الأجيال الناشئة، لتعزيز مفاهيم الثقافة الفلسطينية والموروث الشعبي لديهم”.
وأضافت أن “العديد من الجمعيات النسوية والنساء اللواتي يقمن بالصناعات والأشغال اليدوية والشعبية والمأكولات شاركن في هذا السوق لعرض منتجاتهن، بهدف تعريف المجتمع المحلي عليها، وهو ما يساهم في دعمهن وتمكينهن اقتصاديا”.
بدورها أشارت نعمة زقزوق، في كلمة منسقة شباب حي السيباط التراثي والتاريخي في جنين، إلى أن “رؤية وأهداف ورسالة الشباب هي إعادة إحياء حي السيباط وجعله منطقة استقطاب سياحية، وأننا سنستمر في تنظيم هذه الفعاليات لنؤكد أن جيل الشباب متمسك بتراثه وبهويته”.
وتخلل فعاليات المعرض افتتاح “السوق الشعبي والحرف ومعرض الكتاب”، وتقديم عرض زجلي للزجالين نجيب صبري وإياد فوزي دقة وعماد موسى لحلوح ومحمد لحلوح، وكذلك عرض للزي الشعبي، ووصلة أغاني النساء في الأعراس قدمتها رئيسة جمعية منتدى النساء عائدة أبوفرحة، وفقرات شعرية لكل من هشام أبوصلاح وجمال حبش وندى أبوشاويش.
وسيتم تقديم عرض للحكاية الشعبية للحكواتيين هناء سويطي وسعيد حجة، وندوة أدبية للأديب سعادة ارشيد، إضافة إلى قصائد شعرية لكل من الشعراء مروة حمران وعماد أبوالرب وكامل النورسي وحسين عبدالرحمن وعبدالقادر مراعبة وخليل قطناني.
وقبل حفل الافتتاح توجه المشاركون إلى خيمة الاعتصام المنصوبة بميدان عميد الأسرى كريم يونس، دعما لذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وتسعى الفعاليات التي تندرج ضمن الاحتفاء بمدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية إلى التركيز على الإنتاج الثقافي الفني، إضافة إلى بحث إمكانية إقامة المهرجانات الفنية والموسيقية والمعارض وإعادة الزخم الفني للمدينة التي تأثرت بجائحة كورونا.
وبشكل استثنائي تحتضن فلسطين عاصمتين ثقافيتين منذ العام 2020؛ هما القدس كعاصمة دائمة للثقافة العربية وبيت لحم كعاصمة للثقافة العربية 2020، وهو ما يعزز مكانة فلسطين على المستوى العربي لكونها الدولة الوحيدة التي تحتضن عاصمتين ثقافيتين في عام واحد.
وعلاوة على سوق العاصمة الثقافي ستحتفي بيت لحم بأهم موسيقييها على غرار رياض البندك الذي أثر على الموسيقى العربية والموسيقار نصري دويري وعائلته التي لم يبق منها أحد في بيت لحم، والذي ألف مقطوعة موسيقية باسم ذكريات في بيت لحم كل من يسمعها يشعر بالحنين والاشتياق إلى الثقافة النابعة من هذه المدينة.
كما ستقوم بمشاريع وفعاليات مستدامة لتذكر أبناء بيت لحم أن احتفالهم له انعكاسات مستدامة وليس فقط تظاهرات عابرة.