في الوقت الذي تميل فيه الكثير من المراهقات إلى ارتداء ملابس لا تخلو من اللمسات الأنثوية استجابة لثورة الهرمونات التي تعتمل في الداخل، تفضّل أخريات ارتداء ملابس ذكورية.
وبدل أن تختار المراهقة ملابسها من محلات البنات والفراشات الملونة، تجبر عائلاتها على اشتراء ثياب رجالية، أو تشترك مع أخيها في ارتدائها!
وفي حالة إذا ما وجدت معارضة من أهلها على ارتداء هذا النوع من الثياب المخالف لجنسها، تضطر إلى استعارتها من صديقتها التي تتبنى أفكارها متحدية في ذلك كل من يقف في وجهها.
فهل الأمر يتعلق بخلل في الهرمونات الأنثوية التي شقّت عصا الطاعة على هؤلاء المراهقات، أم أن الأمر بتعلق بموضة سائدة سرعان ما تختفي وتتفرق مريداتها؟!
من الطبيعي أن هذا التصرف يثير مخاوف الأسرة، خاصة وأن ظاهرة الانحراف السلوكي باتت منتشرة بشكل أكبر من أن يتم التستر عليه، لذلك عبّرت سيدة عن قلقها بقولها إن ابنتها ذات الـ 15 سنة لديها صديقات يفضلن ارتداء ملابس إخوتهن الذكور بما أنها أصبحت متشابهة مع ثياب الإناث، كما أنهن يفضلن اقتناء ملابسهن من محلات الرجال، مثل الأحذية الرياضية والسراويل والقبعات الصوفية.
وتضيف هذه السيدة، أن ابنتها أصبحت لا تخفي رغبتها في اشتراء ملابس ذكورية وعندما تعارضها تحاول إقناعها بأنها تبدو مثل ملابس البنات، وأن صديقتها ترتدي مثلها وتبدو جميلة بها.
ولم يتوقف الأمر بها عند هذا الحد، بل إنها عندما عرضت عليها أمها أن تسجلها ضمن فريق السباحة رفضت، وكشفت لها عن رغبتها في ممارسة رياضة كما الأجسام حيث يمارسها والدها بما أنه ليس هناك قاعات مخصصة للنساء ما جعل والدتها تصدم، خاصة وأنها صارحتها بأن تحول جسمها إلى ذكوري لا يعني لها مشكلة.
وتؤكد أن كل تصرفات ابنتها لا تدل على أنها مثلية، فهي ناعمة وهادئة وتهوى الخياطة والأشغال اليدوية، ولكنها قلقة بشأن ميولها إلى الملابس والرياضيات الرجالية.
أما سيدة أخرى، فلا ترى في الأمر ما يثير القلق انطلاقا من تجربة عاشتها أختها الصغرى التي كانت تشتري ملابس الذكور وتتبادلها مع إخوتها بحكم أنها الفتاة الوحيدة التي نشأت بينهم لدرجة أنها كانت تعتمد قصات شعر رجالية، ولكن ما إن بلغت مرحلة الثانوية حتى تغيّرت تماما وأصبحت بعد الزواج امرأة تقطر أنوثة.
وعن تجربتها أيضا مع الملابس الرجالية، تقول شابة، إنها تبلغ من العمر 23 سنة وكبرت وسط عائلة معظمها ذكور، لذلك أصبحت تميل بشكل كبير إلى ملابسهم خاصة وأنها واسعة على عكس ألبسة البنات الضيقة، ورغم مظهرها الذي يبدو رجاليا إلا أن أمها لم يساورها الشك بأنها انزلقت في طريق الانحراف السلوكي.
أكدّت أخصائية نفسانية، أن معظم الفتيات اللواتي يلبسن ويتصرفن بطريقة ذكورية إنما يعانين من اضطرابات الهوية الجنسية التي تشير إلى زيادة في الهرمونات الذكورية أو تعرضهن للاعتداء.
وقالت إن معاملة الوالدين أيضا أثناء فترة تكوين الشخصية لها اليد الطولى في انجذاب الفتاة لاحقا للتصرفات والملابس الرجالية عندما يصران على معاملتها كذكر أو يسلبان حقها كأنثى، أو لكونها نشأت في أسرة تتكون من عدد كبير من الذكور، بينما تعتمد بعض الفتيات هذا الأسلوب تقليدا للغرب.
وأضافت النفسانية أن المراهقة فترة حساسة جدا تحدث فيها تغيرات فزيولوجية تؤثر مباشرة على نفسية المراهق ما يجعله يبحث عن التحرر من الكبار الذين يضغطون عليه ولا يرغبون في فهمه.