الصفحة 2 من 3
ظهور خلايا صحية
حلّلت الدراسة الجديدة خزعات من رئات 16 شخصا، بينهم مدخنون حاليون ومدخنون سابقون وبالغون لم يدخنوا في حياتهم وأطفال، بحثا عن التحولات الجينية التي قد تؤدي إلى السرطان.
وتعتبر التغيرات الجينية التي تظهر في خلايا الجسم جزءا طبيعيا من الشيخوخة، وعدد كبير منها يكون غير ضار ويطلق عليه “تغيرات عابرة”.
وصرح كامبل بأن تغيرا في الجينة الخطأ وفي الخلية الخطأ يمكن “أن يقوم بتغيير جذري لسلوك الخلايا ويطلب منها أن تتصرف كأنها سرطان”. وأوضح “إذا تراكم عدد كاف من التغيرات العابرة فإن الخلية ستصبح سرطانا”.
ووجدت الدراسة أن تسعة من كل 10 خلايا رئوية لدى المدخنين الحاليين تتضمن تغيرات، بما في ذلك خلايا يمكن أن تسبب السرطان. لكن لدى المدخنين السابقين، حلّت مكان العديد من الخلايا التالفة خلايا سليمة مماثلة لتلك التي شوهدت لدى أشخاص لم يدخنوا مطلقا.
وتبيّن أن ما يصل إلى 40 في المئة من إجمالي الخلايا الرئوية لدى المدخنين السابقين سليمة، أي أكثر بأربعة أضعاف من نظرائهم الذين ما زالوا يدخنون. وتابع كامبل أن الخلايا التالفة لم تتمكن من “إصلاح نفسها بطريقة سحرية بل استبدلت بخلايا سليمة نجت من الضرر الناجم عن دخان السجائر”.
الآلية الدقيقة التي يحدث من خلالها هذا الاستبدال ليست واضحة بعد، لكن مؤلفي الدراسة يعتقدون أنه قد يكون هناك نوع من خزان للخلايا في انتظار فرصة للظهور. وأوضح كامبل “بمجرد توقف الشخص عن التدخين، تنتشر الخلايا تدريجيا من هذا الميناء الآمن لتحل محل الخلايا التالفة”.
وأشاد الأستاذ في مركز علم التخلق التابع لمعهد “فان أندل”، البروفيسور غيرد ب. بفايفر، بالدراسة في مراجعة نشرتها مجلة “نيتشر”. وقال “لقد أضاءت الدراسة على التأثير الوقائي للإقلاع عن التدخين على المستوى الجزيئي في أنسجة الرئة البشرية”.
لكن الحصول على خزعات رئوية يثير مخاوف أخلاقية، بمعنى أن الباحثين تمكنوا فقط من دراسة 16 عينة تم الحصول عليها من مرضى اضطروا إلى الخضوع لفحوص طبية لأسباب منفصلة.