باشراف من الاستاذ سمير كوكة والي جندوبة و الرئيس المدير العام للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري وبحضور المعتمد الأول والمندوبة الجهوية للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري نظّم مؤخرا الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بالشراكة مع جامعة جندوبة نشاطا اقليميا تحسيسيا للطلبة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للوقاية من متلازمة نقص المناعة المكتسب حيث اعطيت اشارة انطلاق "حافلة فريقا للصحة الإنجابية" التي ستجوب الوسط الجامعي الطلابي بجهات الشمال الغربي وقد تخلل ذلك تنظيم مجموعة من الورشات المعدة للغرض قصد التثقيف الصحي وتعريفهم بأساليب الحماية والتقصي على بعض الأمراض.
وبالمناسبة أفادتنا وحدة العلاقات العامة والصحافة بالديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بعدد من المعطيات عن حقيقة تفشي ظاهرة الأمراض المنقولة جنسيا وفيروس نقص المناعة المكتسب حيث تكشف البيانات المستمدة من برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشري السيدا عن تعثر التقدم المُحرز في التصدي العالمي للسيدا في أثناء العامين الماضيين من كورونا والأزمات العالمية الأخرى حيث تقلصت الموارد مما عرض ملايين الأنفس للمخاطر. وحسب آخر التقارير العالمية الصادرة سنة 2020 فان 38.4 مليون شخصًا على مستوى العالم مصابون بفيروس نقص المناعة المكتسب وان 84.2 مليون شخصا أصيبوا بفيروس نقص المناعة المكتسب منذ بداية الوباء كما توفي 650.000 شخص بسبب السيدا وسجّلت 1.5 مليون إصابة جديدة كما يحصل 28.7 مليون شخص على العلاج الثلاثي في عام 2021 كما ان 53./. المصابين هم فتيات ونساء الى جانب17 مليون طفل مصاب وسجّلت كذلك 160 الف إصابة جديدة لدى الأطفال تسببت في وفاة 98 الف منهم كما ان 40.1 مليون ماتوا من أمراض مرتبطة بالسيدا منذ بداية الوباء في حين تعايش معه 39.9 مليون شخص كما ان 50./. فقط من الأطفال المصابين يتمتعون بعلاج مرض نقص المناعة المكتسب.
اما على الصّعيد الوطني التونسي فتفيد المعطيات الصحية المتعلّقة بالسّيدا وحسب التقرير السّنوي للبرنامج المشترك للأمم المتّحدة (ONUSIDA) لسنة 2021 ان العدد الجملي للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة الكتسب في تونس بـ 5400 حالة يتلقى منهم 29./. العلاج وحسب البرنامج الوطني لمكافحة السّيدا بلغ عدد الحالات المسجلة الجديدة 270 منها 5 لدى الأطفال وبلغ عد المتعايشين المعروفين 1532 حالة منها 41 حالة للأطفال و899 ذكور و592 إناث وينتفع جميعهم بالعلاج الثلاثي المجاني.
وللوقاية والإحاطة والعلاج على المستوى الوطني وحرصا من وزارة الصحّة على توفير الضمانات والإطار المناسب للفئات الأكثر عرضة للخطر وعملا على الوقاية من الفيروس والحدّ من انتشاره تم منذ سنة 2007 تركيز خطة لدعم الكشف الطوعي وقع على إثرها في جانفي 2009 إرساء مراكز للإرشاد والكشف اللاإسمي والمجاني لفيروس السيدا وبلغ عدد هذه المراكز إلى غاية اليوم 25 مركزا إضافة إلى عدد من المراكز الأخرى التابعة لمنظمات المجتمع المدني وهي فضاءات مفتوحة للإنصات والإرشاد المجاني والطوعي تهدف إلى استقطاب الفئات الأكثر عرضة لخطر العدوى وإلى الكشف بصفة فردية وشخصية وتوفير العلاج المبكر عند الاقتضاء. كلّ ذلك في كنف السرية التامة مع ضمان مجانية هذه الخدمات. وتتكون الفئات المعنية من تونسيين وأجانب وتمثل شرائح عمرية مختلفة. كما تمكنت الفرق الميدانية من القيام بعدد من هذه الكشوفات خارج المراكز في إطار تظاهرات توعوية وتحسيسية مختلفة وتعتمد الخدمات في المراكز المعنية على الإرشاد أساسا منذ الاستقبال للوقوف على دوافع القيام بالكشف فيما تخصص الفترة ما بعد الكشف للتحسيس حول عوامل الإختطار وأساليب الوقاية.
كما يتمتع المتعايشون مع الفيروس بالعلاج المجاني بأربع أقسام جامعية مختصة بنسبة 100 بالمائة لكل مستحقيه والرعاية النفسية والاجتماعية للمتعايشين وذويهم من طرف مختصين نفسيين واجتماعيين في كل الأقسام كما يتمتع ضعفاء الحال من المتعايشين بالنقل المجاني وبمنحة مالية شهرية تصرف من طرف وزارة الشؤون الاجتماعية زيادة على المساعدات التي تقدمها جمعيات المجتمع المدني.
كما كانت تونس من بين الدول التي أعربت عن التزامها بالإعلان السياسي العالمي الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل تبني منهج المسار السريع للقضاء على السيدا وتكثيف أنشطة التقصي والرعاية والوقاية والعلاج المبكر ويتجلى ذلك في العمل على بلوغ الغايات العالمية الجديدة المقترحة التي وضعها برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة المكتسب للفترة 2021-2025.
كما انحرطت بلادنا في برنامج تّعاون مع الصّندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا حيث يولي هذا البرنامج الوقاية منزلة متميّزة ويسلك منهج الشراكة بين المؤسّسات العموميّة والخاصّة وقوى المجتمع المدني العاملة في هذا المجال ويعتمد على الإستراتيجيّة الوطنيّة التي انطلقت سنة 1997 وبما يهدف الى الحدّ من خطر إنتقال فيروس نقص المناعة المكتسب لدى الفئات ذات السّلوكيّات المحفوفة بالمخاطر كالمدمنين على المخدّرات المحقونة وممتهنات الجنس والأشخاص ذوي العلاقات الجنسيّة غير المأمونة وتعزيز سبل الوقاية من المرض في أوساط المجموعات المعرّضة للمخاطر، وخاصّة الشّباب والمجنّدين والمساجين وتشجيع التقصّي الطّوعي واللاّإسمي والمجاني لفيروس السّيدا عبر إرساء مراكز للغرض، وهي موزّعة على عدّة جهات بالجمهورية التّونسية والمساهمة في علاج الأشخاص الحاملين للفيروس والمرضى والإحاطة بهم ورعايتهم.
يشار الى ان الأمين العام للأمم المتحدة وبمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة السيدا لسنة 2022 وتحت شعار "حققوا المساواة" وجّه رسالة الى كل دول العالم دعا خلالها إلى اتخاذ الإجراءات العملية الثابتة الجدوى التي ستساعد في التخلص من السيدا وإلى زيادة توافر خدمات علاج فيروس نقص المناعة البشري وفحصه والوقاية منه وتحسين نوعية تلك الخدمات وملاءمتها بما يعني توفير المزيد من الموارد المالية و تطبيق قوانين وسياسات وممارسات أفضل لمعالجة الوصم والاستبعاد اللذين يواجههما الأشخاص المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري وخاصة الفئات المهمشة من السكان.
