أكد خالد رحال، رئيس قسم جراحة الأورام بمعهد صالح عزيز، أن تونس تشهد ارتفاعاً مقلقاً في نسب الإصابة بسرطان عنق الرحم، مع تسجيل نحو 600 حالة جديدة سنوياً، وأن 70% من هذه الحالات يتم اكتشافها في المرحلة الرابعة المتقدمة من المرض.
فضيحة التزوير في نتائج الباكالوريا: الحقيقة خلف الأرقام
جاء هذا التصريح خلال ملتقى علمي نظمه الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري حول السرطانات النسائية، بحضور عدد من الأطباء في العاصمة التونسية. وأوضح رحال أن هذا التأخير في التشخيص يعود إلى محدودية عمليات التحسيس والوقاية من هذا السرطان، الذي يتسبب فيه فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المنتقل عبر العلاقات الجنسية غير المحمية.
تحديات التشخيص والعوامل المسببة
وأوضح رحال أن سرطانات عنق الرحم وسرطان الثدي في تونس قابلة للارتفاع، مشيراً إلى تسجيل أكثر من 3000 حالة إصابة بسرطان الثدي سنوياً. وبيّن أن العوامل المساهمة في هذا الارتفاع تشمل النمو السكاني وشيخوخة التركيبة الديمغرافية، بالإضافة إلى نمط الحياة غير الصحي مثل التغذية السيئة، وقلة النشاط البدني، والتدخين.
المنصف المزغني للامين النهدي: اعمالك الحالية فاشلة و لم تتطور و النرجسية قتلك
أهمية التلقيح والتقصي المبكر
من جهتها، أكدت هاجر بالطيب، الأستاذة المبرزة في طب النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي ببن عروس، أن سرطان عنق الرحم يحتل المرتبة الرابعة بين السرطانات التي تصيب النساء. وشددت على أهمية التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري بدءاً من سن 12 عاماً، وهو ما سيتم إدراجه في الروزنامة الوطنية للتلاقيح ابتداءً من عام 2025، بهدف تقليل نسب الإصابة بهذا المرض.
كما لفتت بالطيب إلى أهمية التقصي المبكر عن طريق فحص مسحة عنق الرحم، الذي يجب أن يبدأ من سن 25 حتى 65 عاماً، كوسيلة فعالة للحد من انتشار هذا السرطان.
رحيل مراد كرّوت: أيقونة فنية تركت بصمة لا تُنسى
جهود الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري
وأشار محمد الدوعاجي، الرئيس المدير العام للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، إلى أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بين السرطانات التي تصيب النساء في تونس وفي العالم، مشدداً على أهمية التقصي المبكر لهذا المرض الذي يمثل 30% من جملة حالات السرطان لدى النساء.
وأكد الدوعاجي أن الديوان يسعى إلى تعزيز ثقافة المساواة والحق في الصحة المجانية، من خلال تنظيم قوافل صحية في مختلف ولايات الجمهورية لتوفير خدمات التقصي المبكر للنساء في المناطق النائية. تهدف هذه القوافل أيضاً إلى رفع الوعي بخطورة سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، والتأكيد على أهمية الكشف المبكر في مكافحة هذه الأمراض.
تفكك البنية التحتية في تونس: قيس سعيّد يكشف الخراب والفساد
يتطلب هذا الوضع تحركاً عاجلاً لتعزيز جهود الوقاية والتحسيس، وتكثيف برامج الفحص المبكر والتلقيح للحد من ارتفاع نسب الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي في تونس.