في لقاء حاسم، استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد يوم الجمعة 21 فيفري 2025 بمقر قصر قرطاج، مصطفى الفرجاني، وزير الصحة، الذي يستعد للقيام بزيارة عمل إلى جمهورية الصين الشعبية لتوقيع مذكرة التفاهم الخاصة بمشروع مدينة الأغالبة الطبية في القيروان.
مقالات ذات صلة:
راضية النصراوي تحت الرعاية الطبية إثر توعك صحي
انطلاق أشغال المستشفى الجهوي بسبيبة: مشروع صحي يعزز الخدمات الطبية بالقصرين
تعطّل الأجهزة الطبية في المستشفيات العامة: هل هو خلل فني أم تعطيل متعمد لتحويل المرضى للقطاع الخاص؟
قيس سعيّد لم يتردد في الكشف عن التعطيلات الداخلية التي تعرض لها هذا المشروع الضخم، الذي كان في طريقه إلى أن يصبح أكبر صرح طبي في العالم، مشيرًا إلى أنّ عدة جهات أجنبية أبدت استعدادها لتمويل المشروع بالكامل، لكن تم تعطيله بحجج واهية، مؤكدًا أن البعض حاول تصويره كأنه مشروع شخصي، رغم فوائده العديدة لتونس.
ويعد مشروع مدينة الأغالبة الطبية تحولًا جريئًا في مجال الرعاية الصحية، إذ سيضم مستشفى متطورًا، كلية طب، مؤسسات تعليمية، فضلاً عن مرافق أخرى مثل مكتب بريد وصندوق التأمين على المرض، بالإضافة إلى توفير 50 ألف فرصة عمل. ولتعزيز الاتصال بين المدينة وبقية المناطق، سيجري ربطها بشبكة السكك الحديدية عبر مدينة النفيضة.
وبنبرة حادة، أضاف رئيس الجمهورية: "الصحة لم تكن تعنيهم، هم فقط يهتمون بحافظة نقودهم وبالأموال التي هربوها إلى الخارج. لقد دمروا قطاعات التعليم والنقل والصحة والشغل".
وفي خطوة جريئة، كشف سعيّد عن عزم الدولة على وضع نظام قانوني جديد للقطاع الصحي، خاصًا بالأطباء والإطارات شبه الطبية، بهدف القطع مع النظام القائم منذ التسعينات، الذي خلف أوضاعًا غير مقبولة. وقال: "الحق في الصحة كما الحق في الماء والهواء"، مُؤكدًا أنه سيظل على إصراره لإنجاز المشروع قريبًا رغم كل الصعوبات.
هذه التصريحات تعتبر بمثابة دق ناقوس الخطر، وتؤكد التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا المشروع الوطني، مع تسليط الضوء على الفساد الداخلي ومحاولات إفشال المشاريع التنموية في تونس.