أصبحت السيدة شيرين خانخان أول امرأة تؤدي مهمة الإمام خلال الصلاة داخل مسجد في الدنمارك. وأثار ذلك غضب وامتعاض المتشددين المسلمين والكارهين للإسلام على حد سواء.
وشيرين هي ثمرة زواج مختلط من أب سوري مسلم مهاجر وأم فنلندية مسيحية عام 1970. هذا الزواج شكل لدى شيرين عند نضجها مشروعا” لخلق طريقة جديدة لفهم الإسلام وإدراكه”، بالإضافة إلى قصة أخرى وهي الرسوم المسيئة للنبي محمد(ص).
ونشرت السيدة في فرنسا كتابا تحت عنوان “المرأة” روت فيه قصة اعتناقها الإسلام. وهي تؤكد أن “الإسلام السياسي يعني الفشل، واستخدم كأيديولوجية للتلاعب وإثارة الخصومات والمشاكل بين المسلمين وغيرهم في الشرق والغرب”.
القصة بدأت من قلب منطقة نوربرو الراقية وسط كوبنهاغن في الدنمارك حيث تمتزج الحياة العصرية والتاريخية. هناك أسست شيرين خانخان في عام 2006 مسجد مريم داخل شقة كبيرة وفتحته أمام السنة والشيعة وتولت إمامته وهو الأمر الذي اعتبره البعض تجاوزا على الدين والبعض الآخر سعيا وراء الشهرة. وذكرت أن المسجد مفتوح كذلك ليزوره غير المسلمين.
وشيرين تحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع الديني وتبلغ من العمر 43 عاما وهي أم لأربعة أطفال متزوجة من رجل مسلم دنماركي من أصل باكستاني.
وزار المسجد رجل دين وإمام جامع هام في إندونيسيا وأدى صلاة الجمعة فيه وألقى خطبة قال فيها: “الرجل المثالي هو امرأة”، لتبتسم شيرين وتقول “أنا لست أداة، أنا معترف بي من قبل سلطة دينية مسلمة”.
وتقول شيرين إنها منذ أن كانت طفلة وهي تحلم بصلاة تؤمها امرأة، وهنا كانت بداية الرحلة.
وقالت شيرين في إحدى المقابلات إنها تلقت تعليمها مع أختها بعيدا عن الدين، فلم “يحدثنا والدي عن الإسلام الذي لم أعرف عنه شيئا حتى سن الحادية عشرة”. وفي عمر التاسعة عشرة غيرت شيرين اسمها من آن كريستين إلى شيرين لتبدأ بعدها مسيرتها مع الإسلام وتطلع على مسؤولياتها الدينية. مما أسعد والدها لهذا التغير الجذري، ولكنه كان يقول: “ارتداء الحجاب لا يعني أن تكون إماما”، وكان يحذرها من تبعات ذلك. سافرت شيرين إلى القاهرة ودمشق مما جعلها تفكر بالصوفية وتأخذ بها قليلا لتعود بعدها إلى الدنمارك في عام 2001.
واتهمت من قبل اليمين المتطرف في الدنمارك بنشر الإسلام الراديكالي ما جلب لها الكثير من المشاكل.
وتشعر شيرين اليوم بالسعادة والراحة وتقول إن “الضغط الذي وقع علي في البداية أصبح الآن أقل قوة” وتضيف إنها لا تزال هدفا للهجوم من قبل جميع الأطراف “.
ويتهمها حاليا ثلاثة نواب من اليمين المتطرف ومن بينهم مسلم بنشر الإسلام الراديكالي، وتقول شيرين: “سأرفع دعوى قضائية ضدهم بتهمة التشهير، لقد ذهبوا بعيدا جدا في ادعاءاتهم “. وتختم” أنا أعتبر نفسي دنماركية فنلندية وسورية “.
المصدر: مونت كارلو الدولية