تنبأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اندلاع صراع عسكري بين إسرائيل وتركيا، على خلفية الصراع بين الجانبين في منطقة شرق البحر المتوسط، وفي أعقاب توقيع اتفاقية بحرية بين أنقرة والحكومة المعترف بها في طرابلس.
وتحت عنوان: "تركيا تسد البحر المتوسط أمام إسرائيل"، أشارت الصحيفة إلى أن "وقوع مواجهات بين السفن التركية والإسرائيلية في البحر المتوسط لن يكون نهاية مسلسل التوتر بين تل أبيب وأنقرة، خاصة مع إبرام رجب طيب أردوغان وحكومة الوفاق الليبي اتفاقيتين يشكلان تهديدًا لإسرائيل".
وأوضحت أن "مذكرة التفاهم بين أنقرة وفايز السراج، والتي بموجبها يتم إنشاء منطقة اقتصادية بحرية حصرية بين الدولتين، ستخلق ترسيمًا جديدًا للحدود يسد الجزء الشرقي من البحر المتوسط أمام وجه تل أبيب، في وقت تشارك فيه الأخيرة الغضب من هذا الإجراء كل من مصر وقبرص واليونان، إزاء تأثير الأمر السلبي على الدول المذكورة".
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن "التحرك التركي سيغير قواعد اللعبة بالساحة البحرية في شرق المتوسط ؛ سواء على الصعيد الجغرافي أو الاستراتيجي بشكل عام؛ حيث أن المنطقة الاقتصادية الجديدة بين ليبيا وتركيا؛ ستغطي قطاعا من البحر يصل طوله إلى 200 ميل بحري ويعطي الحق لأنقرة في البحث عن الموارد الطبيعية، وحرية الملاحة لسفنها".
وأشارت إلى أن "البحر المتوسط صغير نسبيًا، وإذا سارت جميع البلدان المطلة عليه على درب تركيا وليبيا سيؤدي هذا إلى توتر بين هذه البلاد، ربما يصل إلى حالة الحرب".
وأوضح أن "الاتفاق الجديد بين أنقرة وطرابلس يخالف القواعد المتبعة في الشرق الأوسط والتي تلزم الدول بعدم توتير العلاقات مع جيرانها، حيث لا تهتم أنقرة بالمياه الاقتصادية لكل من اليونان وقبرص ومصر".
وواصلت "يديعوت": "ما فعلته أنقرة يحول جزء من البحر المتوسط إلى منطقة نفوذ تركي وربما يعقب الأمر رفع دعاوى أمام المحاكم الدولية ضد تحركها الأخير، ما قد يستغرق سنوات وسنوات، ومن الناحية العملية أنشأت تركيا حدودًا بحرية جديدة، فإذا قررت توسيعها سيضر هذا بحركة ملاحة السفن التي تسعى للإبحار شرقًا أو غربًا في البحر المتوسط؛ ويشمل هذا ضمن ما يشمل الحركة إلى ومن قناة السويس".
وذكرت الصحيفة أنه "من الآن فصاعدًا، تستطيع تركيا تأخير السفن التي تمر بالبحر المتوسط وعرقلتها وضبطها، وبالنسبة لإسرائيل، التي تعتمد في 99 ٪ من تجارتها على البحر؛ متمثلة في علميات الاستيراد والتصدير، فإن ما فعلته تركيا هو أمر لا يمكن تصوره".
وتابعت: "قبل أيام، منع الأتراك سفينة الإسرائيلية (بات جاليم) من إجراء أبحاث بحرية في المياه الاقتصادية لقبرص"، زاعمة أن "المنطقة تابعة لأنقرة؛ والسؤال: هل هذه إشارة إلى ما ستفعله تركيا بالسفن في المنطقة من الآن فصاعدا؟".
وختمت متوقعة وقوع حرب بين إسرائيل وتركيا بقولها: "من المستحيل تجاهل حقيقة اندلاع حربين إسرائيليتين في عامي 1965 و1967، بسبب سعي تل أبيب إلى ممارسة حريتها في الملاحة، سواء في مضيق تيران أو قناة السويس".
وأضافت: "في عام 1954 احتجز المصريون سفينة تجارية إسرائيلية؛ قرب قناة السويس، متجاهلين بذلك المعاهدات الدولية التي تقر حق الدول في الملاحة".
وأوضحت أن "دولة إسرائيل تحتاج من جانبها إلى فهم الوضع الجديد بعد تحركات تركيا وليبيا والاتفاقيتين الموقعتين مؤخرا، ورؤية التهديد الاستراتيجي الكبير الكامن وراء هاتين الاتفاقيتين، والتفكير في ردود الفعل".