في حادث هز العالم السياسي، تم قتل يفغيني بريغوجين، القائد البارز لمجموعة فاغنر، ولكن تظل الشكوك تحوم حول طبيعة وقوع هذه الوفاة. هل كانت مجرد صدفة مؤلمة أم مخطط محكم وراء اغتياله؟ يتجلى هذا اللغز بشكل أكبر مع اتساع رقعة الخلافات والنزاعات التي أثارها بريغوجين، الذي يُعتبر زعيم أبرز ميليشيا عسكرية في العالم.
كان بريغوجين قد دخل في صراع مفتوح مع قادة الجيش الروسي منذ الصيف الماضي، حين بدأ بإطلاق تصريحات مسيئة وشتائم تجاه كبار القيادات العسكرية، بما في ذلك وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقادة ميدانيين آخرين. وصلت جرأته إلى حد العلنية الجريئة، حين أعلن تمردًا علنيًا على قيادة الرئيس فلاديمير بوتين نفسه، وحشد قواته في أوكرانيا مع مخططات غامضة ومثيرة للذعر تجاه موسكو.
مع تقديم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وساطته، تم التوصل إلى اتفاق مفاجئ مع بوتين، وظهر بريغوجين بمثابة الرابح. ومع ذلك، لا تزال الأسئلة تتعالى: كيف نجح في النجاة بعد تحدّيه للرئيس الروسي؟ وهل ستتغاضى القيادة العسكرية عن الإهانات التي تلقتها منه؟
تعتبر الصفقة التي أقرها لوكاشينكو نقطة تحوّل في هذا المشهد، إذ نجا بريغوجين ونُقلت جزء من قواته إلى بيلاروسيا. لكن هذا أثار قلق الدول الغربية من تصاعد تهديدات فاغنر قرب حدودها.
على الرغم من هذه الأحداث، تبقى قصة تمرد فاغنر مليئة بالغموض والتساؤلات. هل كانت هذه الخطوات جزءًا من مخطط مُحكم بين بوتين وبريغوجين؟
في التطورات الأخيرة، أظهر بريغوجين نشاطًا غير متوقع في قارة أفريقيا، حيث تعهد بالدفاع عن عظمة روسيا. وتزامن هذا الظهور مع الاضطرابات التي شهدتها النيجر والتي شهدت انقلابًا بدعم من فاغنر. تُظهر هذه الأحداث توجّهًا لميليشيا فاغنر نحو ساحات جديدة مثل أفريقيا.
تثير هذه الأحداث تساؤلات عديدة. هل كان هذا النشاط في أفريقيا بداية مخطط أكبر؟ هل كانت وفاته حقًا حادثًا، أم كانت بداية لمشهد درامي جديد؟ في النهاية، قد تبقى تفاصيل هذه القصة غامضة، ولكن التاريخ سيسجل الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الأحداث المعقدة.