لم يكن مشهداً مألوفاً في تل أبيب أن يقوم اثنان من رواد سوق باستخراج مسدسات والبدء بإطلاق النار باتجاه الموجودين لقتل وإصابة العشرات، كما حصل في الهجوم الأخير الذي وقع قبل أيام في تل أبيب، حيث هاجم فلسطينيان اثنان من رواد مطعمٍ المتواجدينَ، مستخدمين سلاحاً نارياً، كما أظهرت ذلك كاميرات المراقبة، إلا أنها لم تظهر طبيعة السلاح المستخدم، حيث تبين أنه مسدس كارل غوستاف، بحسب صحيفة التلغراف البريطانية، التي قالت عنه إنه سلاح رخيص لكنه قاتل، ويفضله النشطاء الفلسطينيون.
وتضيف الصحيفة أن مسدس كارل غوستاف يفضله النشطاء الفلسطينيون لتصميمه البسيط، وأيضاً الثقة بأنه لن يخون حامله في اللحظة الحرجة، مشيرة إلى أن "كارل"، كما يطلق عليه الفلسطينيون، وجد في مكان الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيلين وإصابة العشرات.
يعود تاريخ تصنيع هذا السلاح إلى منتصف القرن الماضي، حيث قامت بتصميمه شركة سويدية خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ذو تصميم بسيط، وينتشر بكثرة في الضفة الغربية.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الفلسطينيين غير قادرين على الحصول على أسلحة متطورة مثل بنادق "AK-47" أو "M-16" لتنفيذ هجماتهم ضد الإسرائيلين، وبالتالي فإنهم يلجؤون إلى أسلحة بدائية؛ مثل سكاكين المطابخ، أو قطع من محركات السيارات، إلا أن وجود سلاح مثل مسدس "كارل" يعد لافتاً، مؤكدين أنه حتى المسدس الذي عثر عليه بعد عملية تل أبيب، تبين أنه يمكن أن يكون قد تم تجميعه.
ضابط مخابرات إسرائيلي قال للتلغراف إن مسدس "كارل" يمكن الحصول عليه بسهولة في مناطق معينة بالضفة الغربية، مبيناً أن سعره قد لا يتعدى 360 يورواً.
الأسلحة المحلية الصنع باتت تشكل تحدياً خطيراً لقوات الأمن الإسرائيلية، التي يمكن لها بسهولة أن تمنع أي شحنة أسلحة من الوصول إلى يد الفلسطينيين، إلا أنها لا يمكن لها أن تمنع مثل هذه الأسلحة التي يمكن تصنيعها محلياً.
استخدام مسدس "كارل" غوستاف من قبل فلسطينيين لتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين، كما جرى يوم الأحد الماضي في تل أبيب، ليس هو الأول من نوعه، فلقد أثبتت التحقيقات أن إطلاق النار على شرطي إسرائيلي في فبراير/شباط الماضي بمنطقة باب العامود كان باستخدام ذات المسدس، كما أنه استخدم في مهاجمة دورية إسرائيلية بالقدس بعد شهر من ذلك التاريخ.
هجوم تل أبيب الأخير أثبت أن نظرية الذئاب المنفردة باتت هي الأكثر شيوعاً بين النشطاء الفلسطينيين، فلم يعد الفلسطيني بحاجة إلى انتماء إلى تيار، أو فصيل، أو حركة معينة لتنفيذ مثل هذه الهجمات، حيث أشارت التحقيقات إلى أن منفذي هجوم تل أبيب الأخير لم يكونا ينتميان إلى أي فصيل فلسطيني.
بالإضافة إلى ذلك كشف الهجوم الأخير أن الأسلحة المحلية الصنع التي يمكن تصنيعها بورشات صغيرة باتت تشكل تحدياً كبيراً أمام الأمن الإسرائيلي.
كارل غوستاف -الذي يبدو أنه سيدخل ساحة الصراع ضد الإسرائيليين- ربما لا يكون دقيقاً في إصابة هدفه، إلا أنه سهل التصميم، وسهل الإخفاء، وربما لا يكون الأشد فتكاً، إلا أن سهولة الحصول عليه ستكون هاجس قلق لدى سلطات تل أبيب.