كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء، النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية قررت بناء جدار جديد جنوبي مثلث الحدود مع الأردن وسوريا، تحسبا لهجمات يمكن أن يشنها عناصر الجماعات "الجهادية".
ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الحرب الإسرائيلية، قوله إن الجدار الجديد سيدشن لحماية منطقة يمكن اختراقها بسرعة، ناهيك عن قربها من المناطق "الحضرية" الإسرائيلية.
ونوه المصدر إلى أن هناك مخاوف من أن يعمد مقاتلو الحركات "الجهادية" إلى استخدام السيارات المفخخة في اقتحام نقاط المراقبة العسكرية الإسرائيلية المقامة في المنطقة، إلى جانب إمكانية تسلل هؤلاء العناصر إلى قلب فلسطين وتهديد العمق المدني الإسرائيلي.
وذكر المصدر أن تدشين الجدار يقلص من قدرة "الجهاديين" على جمع المعلومات الاستخبارية عن تحركات التشكيلات الإسرائيلية على الحدود، ما يقلص من قدرتهم على استهدافها.
وفي السياق، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية أنه على الرغم من أن التقديرات العامة في إسرائيل تؤكد استقرار نظام الحكم في عمان، إلا أن الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة مؤخرا داخل الأردن "أشعل الكثير من الأضواء الحمراء" وزاد من احتمال إقدام نشطاء التنظيم وغيرهم على استهداف إسرائيل.
ونقلت القناة عن محافل أمنية إسرائيلية، قولها إن "الذئاب المنفردة" التابعة لتنظيم الدولة، وغيرها من التشكيلات "الجهادية"، يمكن أن تجد في الحدود نقطة ضعف بالإمكان استهدافها.
وحذرت المحافل من أن منسوب العداء والكراهية لإسرائيل داخل الأوساط الشعبية الأردنية كبير جدا، لدرجة أنه سيكون من السهل تجنيد منفذي عمليات "انتحارية" ضد الأهداف الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، قال يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، إن الكشف عن قيام عناصر المخابرات الأردنية بسرقة السلاح المعد لعناصر المعارضة السورية المسلحة يثير القلق.
وفي مقال نشرته الصحيفة الاثنين، نوه ميلمان إلى أن هذا التطور إلى جانب أنه يمس بمصداقية الجهاز الاستخباري الأردني، فإنه يسهم كذلك في وصول الأسلحة إلى أطراف "خطرة" داخل الأردن، ما قد يفضي إلى استخدامها ضد إسرائيل.
ويذكر أن إسرائيل دشنت جدارا على الحدود بمحاذاة مطار "تلماس"، المقام إلى الشمال من مدينة إيلات.
وقد بررت المحافل الإسرائيلية هذه الخطوة، بأن المطار قريب من مدينة "معان" التي تعد معقلا لأنصار الجماعات "الجهادية".