روسيا: فتح تحقيق بعد التقارير التي تحدثت عن تعرض دادين للتعذيب في سجن "بينال كولوني" بكاريليا، شمال غرب البلاد
كشف معارض روسي مسجون، بعد أن حكم عليه بالأشغال الشاقة ثلاث سنوات لمشاركته في تظاهرات غير مرخص لها، الثلاثاء أنه يتعرض بانتظام للتعذيب والضرب المبرح بأيدي سجانيه، منددا بظروف اعتقال "لا تحتمل".
وقال إيلدار دادين (34 عاما) في رسالة الى زوجته أناستاسيا زوتوفا نشرها موقع "ميدوزا" الإعلامي المستقل باللغة الروسية الذي يتخذ موقعا له في لاتفيا "ضرب مبرح متواصل، تعذيب، تحقير، إهانات وظروف اعتقال لا تحتمل، كل هذا لا يحصل لي فقط، بل للمعتقلين الآخرين أيضا".
من جانبها أعلنت لجنة التحقيق الروسية عن فتح تحقيق بعد التقارير التي تحدثت عن تعرض دادين للتعذيب في سجن "بينال كولوني" بكاريليا، شمال غرب روسيا.
وكان دادين عام 2015 أول معارض يُدان في روسيا تحت البند 212,1 من القانون الجنائي الروسي المعدّل، لاتهامه بـ"الانتهاكات المتكررة للقوانين المتعلقة بتنظيم تظاهرة"، وهو جرم أدرج في القانون الجنائي في صيف 2014 ويعاقب عليه القانون بعقوبة تتراوح من غرامة باهظة الى السجن 5 سنوات.
وأوقف دادين أربع مرات في 2014 وحكم عليه بدفع غرامة لمشاركته في تحرك غير مرخص له في الشارع العام. وفي مرتين، كان وحيدا ويحمل لافتة دعما لمعارضين آخرين معتقلين، فيما كان في المرتين الأخريين برفقة حوالى عشرة أشخاص.
وبحسب القانون الجديد الذي أثار انتقادات شديدة من المدافعين عن حقوق الإنسان، فإن أي شخص يتعرض لملاحقات إدارية بتهمة انتهاك التشريعات حول التظاهر أكثر من مرتين في ستة أشهر يواجه ملاحقات جنائية.
وروى دادين الذي نقل في أيلول/ سبتمبر الى مركز الاعتقال "إيه كاي-7" في منطقة بيتروزافودسك (شمال غرب)، أنه وضع فور وصوله في زنزانة، وهي في هذا المعتقل على حد قوله "ممارسات اعتيادية حتى يدرك الوافدون الجدد على الفور في أي جحيم هم موجودون".
وتابع في الرسالة التي أملى بها لمحاميه أنه كان هناك في الزنزانة "ما بين 10 و12 شخصا انهالوا عليّ بالضرب معا، ولا سيما ركلا بأرجلهم"، مضيفا أنه تلقى أيضا تهديدات بالقتل والاغتصاب.
وقال "لا أخاف من الموت، بل أكثر ما أخشاه هو ألا أحتمل التعذيب وأستسلم".
ولم يكن من الممكن لوكالة فرانس برس الاتصال في الوقت الحاضر بالمعتقل إيه كاي-7 للحصول على تعليق.
وأكدت المندوبة الروسية لحقوق الانسان تاتيانا موسكالكوفا لوكالة "تاس" الرسمية أنها طلبت من المدعي العام المحلي التثبت من هذه المعلومات، وأرسلت لجنة مراقبة الى المعتقل.
وتابعت أنها تلقت صورا للمعارض لا تظهر فيها أي دلائل الى تعرضه للضرب".