كشفت دراسة تونسية حديثة أن قرابة ثلاثة أرباع الإرهابيين المستجوبين هم من غير المتزوجين، وأن 87 في المئة منهم يقدر مستواهم التعليمي بالمتوسط، وصرح المدير العام للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ناجي جلول، بأن هذه الدراسة النوعية التي أعدها المعهد بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية الهولندية ومركزي دراسات من هولندا والولايات المتحدة.
سلطت الضوء على الدوافع التي يتحول بسببها الشباب إلى إرهابيين، وتجاوز الصور النمطية السائدة بشأنهم، وأوضح أن أغلب العائدين من بؤر التوتر ينتمون إلى الأحياء الفقيرة، وأن أغلب المستجوبين يملكون ثقافة دينية محدودة قبل تبنيهم الأفكار الإرهابية، ولديهم أيضاً شعور متدنٍ بالانتماء للوطن، يقابله شعور كبير بالانتماء للعائلة الصغيرة، مضيفاً أن أغلبهم يعتريهم شعور بالإحباط والتهميش والحيف الاجتماعي، وليس لهم أية ثقة في أجهزة الدولة.
وقد ارتكزت هذه الدراسة على مقابلات فردية مع 83 سجيناً تونسياً من الذين صدرت في شأنهم أحكام باتة في قضايا الإرهاب، كما تضمنت لقاءات مع مجموعات عائدة من بؤر توتر، تتكون كل واحدة منها من 6 أشخاص، أجراها عدد من الخبراء المختصين في علم الاجتماع وعلم النفس.
كما تضمنت الدراسة إجراء 30 مقابلة مع إطارات سجنية قائمة على شؤون المساجين المورطين في قضايا الإرهاب، وتحليل عدد من محاضر الاستنطاق للعائدين من سوريا ممن شاركوا في النزاعات المسلحة الدائرة هناك.
وأكد المنسق العام للدراسة محمد فخر الدين اللواتي، أن الدراسة أظهرت أن تبني بعض الأفراد مثل هذه الأفكار يعود إلى معاناتهم من 5 أشكال من التهميش (الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي والإعلامي).
بيّن الناطق باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، أن عدد الإرهابيين المودعين والمحكومين في قضايا إرهابية في تونس يبلغ 1500 سجين، وقدّر عدد الإرهابيين التونسيين الموجودين في مناطق النزاع المسلح في حدود 2929 شخصاً.