أظهرت دراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة التونسية أن 15.5% من التونسيين يعانون من داء السكري، وتصل النسبة في المناطق الحضرية إلى 20%، مما يعكس خطورة انتشار هذا المرض في المجتمع. والأخطر من ذلك هو التوقعات بأن تصل نسبة الإصابة إلى 26% بحلول عام 2026، وهو مؤشر يدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الصحة العامة في البلاد.
مقالات ذات صلة:
هل تستطيع التوقف عن تناول السكريات؟ هذه الاستراتيجيات ستساعدك على التحكم برغبتك!
الإنسولين الذكي: ثورة في علاج السكري من النوع الأول
إنجاز علمي: القضاء على مرض السكري من النوع الثاني باستخدام العلاج بالخلايا
ترتبط هذه الزيادة بعدة عوامل، منها ارتفاع معدلات السمنة، وعدم انتظام النظام الغذائي الصحي، وتفاقم التوتر، وتزايد العادات غير الصحية. وقد أوضحت الأستاذة ابتسام بن ناصف، المختصة في الغدد الصماء والسكري، أن أكثر أنواع السكري انتشاراً هو السكري من النوع 2، والذي يظهر غالباً بسبب عوامل وراثية، لكنه يتفاقم بفعل ارتفاع نسبة السمنة وارتفاع ضغط الدم. كذلك، فإن النساء اللواتي يعانين من تكيس المبايض هنّ أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
وأكدت بن ناصف أن تغيّر أنماط الحياة المعاصرة يزيد من المخاطر الصحية؛ فالنظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون المشبعة، إلى جانب قلة النشاط البدني، يُعدّان من المحفزات الكبرى لظهور داء السكري، خاصة في ظل التوسع الحضري وتزايد ضغوط الحياة. وبهذا السياق، يصبح التقصي المبكر للسكري واعتماد نمط حياة صحيّ من أهم الحلول لمواجهة هذا التحدي المتفاقم.
وفي إطار الاستعداد لإحياء اليوم العالمي لمرضى السكري يوم 14 نوفمبر، تُنظم تونس حملات شاملة للتوعية والتقصّي، تهدف إلى تشجيع المواطنين على إجراء الفحوصات اللازمة، والتعرف على عوامل الخطر المتعددة. ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تعزيز وعي المجتمع حول خطورة السكري وسبل الوقاية منه، لا سيما في ظل الإحصائيات المقلقة حول انتشار هذا المرض.
إن الارتفاع الكبير المتوقع في نسب الإصابة بداء السكري يستوجب عملاً متكاملاً بين القطاع الصحي والمجتمع للتوعية، وتعزيز الخيارات الصحية، ومكافحة العادات الضارة، خاصة وأن السكري بات يشكل تحدياً صحياً، لا على مستوى الأفراد فحسب، بل على مستوى الأعباء الصحية والاقتصادية التي تتحملها الدولة، ما يتطلب استراتيجيات استباقية فعّالة للحد من انتشار هذا المرض.