اختر لغتك

الندوة الفكرية في 24 ساعة مسرح: مدّ وجزر بين التقنيات وفنّ الممثل

بعد النشاط الثقافي  لمهرجان 24 ساعة مسرح الذي طال أربعة مدارس حدودية في قلعة سنان وساقية سيدي يوسف وأحياء شعبية وهي حي برنوصة و بحي احمد الشريشي خصص يوم أمس 25 مارس للندوة الفكرية والتي كان عنوانها الكبير ““المسرح والتكنولوجيا الوسائطية: هل من تجديد للخبرة الجمالية أم تقليص لدرامية النص؟؟ حيث تباينت المداخلات وتضاربت الآراء وأثرى النقاش محاور هذه الندوة.
 
طرحت الندوة مجموع من الأسئلة وهي: ما الذي قدمته الوسائط الحديثة في المسرح وهل استفاد هذا الفن من العدوى التكنولوجية، ثم ماهي آفاق هذه الفرجة الوسائطية؟ أيضا هل يزال المسرح ممكنا بصيغته التقليدية في سياق التحولات السوسيو-ثقافية الراهنة؟ وأخيرا الى أي حدّ سيكون هذا التضايف ممكنا بين المسرح ببنيته التقليدية وبين سلسلة الوسائط؟
 
هذا وقد سجلت الندوة حضور نخبة مهمة من الاعلاميين والمسرحيين الذين تباينت افكارهم مع مداخلات الاساتذة كمال العابد، منذر شفرة، وأنور الشعافي من تونس ورياض شهيد الباهلي من العراق وأحمد ابراهيم حسن من ليبيا.
 
نقل أفضل لتصورات المخرج
 
رياض شهيد الباهلي تطرق إلى مسائل متشعبة وخاض في دقائق الأمور التكنولوجية حيث دخل الركح المسرحي تقنية الهولوغرام والليزر لنقل تصورات وخيال المخرج فالتكنولوجيا لها وقع السحر على عين المتفرج وهو ما يصطلح عليه بالايهام من أجل بنار عالم أو وجود آخر.
 
وقد أكد الباهلي في مجرى حديثه أن الشعب العراقي محظوظ بما أنه خبر ويلات الحرب لذلك من الصعب اليوم على المخرجين العراقيين توليد الدهشة لدى المتفرج حيث يتفوق الواقع على الخيال بمراحل ربما هذا ما يجعل التطور التقني ملجأ لديهم كي يؤسسوا واقعا كما يجب أن يكون.
 
وما يؤكد كلام الباهلي التجاء الفن السابع لتقنيات أخرى لعل أهمها  3D و     5D  وحتى 9D وبالرجوع للمسرح فانه يمكن اليوم القيام بعملية تركيب الصوت بصفة آنية ليتدرج إلى علم تبديل السحنة أو الماكياج المتخصص  والاستيعاض بالـDATASHOW على بقية الضوء الذي يستعمل في المسارح.
 
الأمثلة عديدة التي ساقها العراقي رياض شهيد الباهلي والتي أكدها المخرج المسرحي أنور الشعافي الذي عبر تجربته الشخصية في مسرحية “ترى ما رأيت” تجسيد حقيقي لقيمة التطور التقني في المسرح وأهميته بل وحتى فاعليته خاصة فيما يتعلق بعملية الايهام.
 
التطور التقني لا يستنقص من “الهوية المسرحية”
 
أكد الشعّافي أن المسرح في جوهره عملية تختصر في كلمتين “الآن وهنا” وهو ما حافظ عليه في عرضه على الرغم من التطور التقنّي الذي مارس سحره علينا في العرض فقد استعان الشعّافي بممثلة في مونبيليي وجودها كان عبر السكايب ليتم ربط حركتها بحركة ممثل آخر على الركح مما يحيلنا على أن التطور التقني لا يستنقص من “الهوية المسرحية” على حد قول الشعافي اذ حين نستعمل مقاطع فيديو تتوقف لغة المسرح لتصبح لغة سينمائية.
 
قتل الجسد المسرحي
 
على العكس تماما قال منذر شفرة ان الحداثة المسرحية  لا تتمثل في التقنيات الوسائطية انما عبر تطبيق مفهوم حداثي وتطبيقه على الركح ثم تطرق إلى مفهوم الانزياح وهو مفهوم أرسطي وقال “ان أردنا قتل المسرح علينا أن نتناسى الجسد والفن الممثل” كأن التقنيات ستمنع الممثل من تقديم دوره.
 
بل أكثر انتقد منذر شفرة المسرح التجريبي وقال علينا أن نكون صريحين أمام أنفسنا والآخر فاعتبار المسرح التجريبي التونسي رائد من وجهة نظر مشرقية بينما هو مجرد انعكاس للمسرح الغربي فهل يمكن التحدث عن نماذج مستنسخة من الآخر على أساس أنها مدارسنا.
 
وخلص أخيرا إلى أن المسرح لعبة يجب احترام فيها “التثاقف، الارباك والحوار مع الآخر.
 
وجوب النفخ في الروح لدى الشخصية
 
في آخر الندوة قال مدير الندوة كمال العابد أنه لنا في تونس 100 سنة ونيف من الوجود المسرحي وليس لنا كتاب عن “الجسد المسرحي” أما الوسائط فأصبحت مثل العدوى التي خلقت أنيميا البعد التشخيصي لدى الممثل فأصبح الممثل مجرد لعبة فلا ننسى أن المسرح في جوهره نفخ في الروح لدى الشخصية أو البحث عن الشبح النائم بين الأسطر.
 
اثر الندوة العرض قدمت سيرين قنون مسرحية الشقف انتاج فضاء الحمراء بحضور جماهيري متميز بقاعة المنصف السويسي، كما تم تقديم العرض الموسيقي “تخمير” بساحة راس العين.
 
اما يوم الاحد فسيكون الافتتاح الرسمي بحضور وزير الشؤون الثقافية السيد محمد زين العابدين في حدود الساعة والنصف صباحا وتكريم مجموعو من المسرحيين الذي قدموا الكثير للساحة الثقافية التونسي كالفنان انور الشعافي والفنانة عزيزة بولبيار والفنانة نصاف بن حفصية والفنان فتحي النغموشي والفنانة دليلة المفتاحي.. هذا سيكون مسبوق بعرض ايطالي Fiesta بمشاركة عروض تنشيطية وبهلوانية وماجوات على امتداد ساعة من الزمن بشوارع مدينة الكاف.
 

آخر الأخبار

90 عامًا من الأمجاد: ترجي جرجيس يحتفي بتاريخه ويتصدر البطولة

90 عامًا من الأمجاد: ترجي جرجيس يحتفي بتاريخه ويتصدر البطولة

حين تتحول المهرجانات إلى بوابة للإثراء السريع: من يحاسب الفاسدين؟

حين تتحول المهرجانات إلى بوابة للإثراء السريع: من يحاسب الفاسدين؟

بنزرت تستضيف ملتقى إقليمي حول "مقاربة تشاركية من أجل ريادة المؤسسات الثقافية"

بنزرت تستضيف ملتقى إقليمي حول "مقاربة تشاركية من أجل ريادة المؤسسات الثقافية"

فيروز.. أيقونة الوطن وصوت الأوطان يحتفل بعيدها التسعين وسط أنقاض الوطن

فيروز.. أيقونة الوطن وصوت الأوطان يحتفل بعيدها التسعين وسط أنقاض الوطن

الأيام الترويجية للصناعات التقليدية هو تجسيد لهوية لا تنطفئ

الأيام الترويجية للصناعات التقليدية هو تجسيد لهوية لا تنطفئ

Please publish modules in offcanvas position.