تنعى وزارة الشؤون الثقافية ببالغ عبارات الحسرة والأسى المخرج التلفزيوني والسينمائي التونسي والعربي والعالمي شوقي الماجري الذي ترجل إلى مثواه الأخير فجر اليوم الخميس 10 أكتوبر 2019 بمصر ، إثر نوبة قلبية عن سن تناهز الـ58 سنة.
ولد الفقيد شوقي الماجري في 11 نوفمبر 1961 في العاصمة التونسية، درس الابتدائية بمدرسة "نهج المشنقة" ثم درس الثانوية مدرسة "المعهد الصادقي" . درس الراحل علم الاجتماع في بداية الثمانينيات في الجامعة التونسية، لكنه انقطع عن التعليم وقرر الذهاب لتعلم الإخراج السينمائي في المدرسة العليا للسينما والمسرح "لودز" في بولندا حيث تخرج فيها عام 1994.
درس الفقيد الإخراج السينمائي على يد ثلة من المخرجين البولنديين المعروفين في المدرسة العليا للسينما والمسرح "لودز" في بولندا التي عرفت بالتركيز على الجوانب التقنية والجمالية والرمزية للصورة.
خلال مشواره الفني الذي قطع أشواطه في سوريا أخرج شوقي الماجري قرابة 13 مسلسلا دراميا تاريخيا ومعاصرا وحظيت أغلب أعماله بنجاح كبير..
يعتبر الراحل من أبرز المخرجين العالميين حيث برز إتقانه الإبداعي وتجلت موهبته المبتكرة منذ بداية مشواره الفني.
أخرج الفقيد العديد من الأفلام القصيرة على غرار "La Poste" و"The Smell of Islam" و "Orliano" و "Clé de sol" .
أخرج شوقي الماجري سنة 2001 مسلسل "الأرواح المهاجرة" المقتبس عن رواية بيت الأرواح للكاتبة العالمية إيزابيل أليندي فيما كانت سنة 2002 حافلة بالأعمال الدرامية الناجحة حيث قام بإخراج المسلسل التاريخي "عمر الخيام" ومسلسل "تاج من شوك" وهو عملٌ درامي تاريخي من تأليف وحوار رياض عصمت إلى جانب مسلسل "الاجتياح" الذي أحرز على جائزة إيمي العالمية عن فئة المسلسلات الطويلة.
للراحل العديد من الأعمال الدرامية الأخرى على غرار مسلسل "أبناء الرشيد" الذي الجائزة الذهبية في مجال الدراما التاريخية في مهرجان القاهرة العربي 2006 والمسلسل التاريخي "أبو جعفر المنصور" الذي يروي فترة حكم الخليفة العباسي ومسلسل "أسمهان" الذي يسرد قصة حياة الفنانة الراحلة ومسلسل "هدوء نسبي" سنة 2009 ومسلسل "توق" وهو عمل مأخوذ عن رواية للأمير بدر بن عبد المحسن ومسلسل "نابليون والمحروسة" سنة 2012 الذي يحاكي الحياة السياسية والاجتماعية خلال الحملة الفرنسية على مصر ومسلسل "حلاوة الروح" سنة 2014، و"مملكة النمل" الذي جمع فيه بين الخيال والإبداع والواقع المرير لتصوير معاناة الشعب الفلسطيني وحياتهم تحت الأرض ويحاكي قصة ثلاثة أجيال من الفلسطينيين المقاومين.
نالت جل أعماله نجاحا جماهيريا كبيرا وخاصة مسلسل "الاجتياح" الذي يصور معاناة الشعب الفلسطيني خلال اجتياح الضفة الغربية ومجزرة جنين عام 2002، والذي حصل على جائزة "إيمي أووردز" الأميركية لأفضل مسلسل عربي عام 2007.
كما توج بعدد من الجوائز العربية منها جائزة "تايكي" الأردنية لأفضل مخرج عربي عن مسلسله "نابليون والمحروسة"، وجائزة مهرجان "أدونيا" للدراما السورية عامي 2008 و2009 عن "أسمهان" و"هدوء نسبي".
وتتقدم وزارة الشؤون الثقافية بأحر التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد شوقي الماجري وكافة الأسرة الثقافية التونسية والعربية راجية من الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.