تواصلت الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها تونس بمشاركة أحزاب سياسية ومنظمات مدنية، رافعة شعارات تطالب بإسقاط النظام الحالي ومطالبة بتصحيح مسار الثورة.
ووسط تعزيزات أمنية مكثفة، خرج مئات التونسيين من المجتمع المدني والسياسي، لا سيما من أنصار أحزاب يسارية معارضة، إلى شارع الحبيب بورقيبة ومنطقة لافاييت وسط العاصمة التونسية؛ للمطالبة بإسقاط منظومة الحكم الحالية، والإفراج عن الموقوفين الذين اعتقلتهم قوات الأمن على امتداد الأيام الماضية، مع تواتر الاحتجاجات وأعمال النهب والشغب الليلية.
ودعت الأحزاب والجمعيات المشاركة في المسيرة، في بيان لها، إلى التصدي لما وصفتها بـ“حملات القمع والاعتقالات والملاحقات القضائية التي يتعرض لها المحتجون من أجل حقوقهم المشروعة“، كما أكدت دعمها للاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها مختلف أنحاء تونس.
وقال عدد من المشاركين في التحرك الاحتجاجي اليوم بالعاصمة: إنّ العودة إلى الشارع للاحتجاج والمطالبة بإسقاط النظام الحالي فرضته مؤشرات وطريقة تسيير الدولة، والتعاطي مع الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي أثبتت فشلها وعدم جدواها، ما يدعو إلى التحرك والتغيير، مؤكدين أنّ الشباب الذي خرج إلى الشوارع قبل أيام للاحتجاج إنما يمارس حقه في المطالبة بالعيش الكريم، وأنّ التدخل الأمني كان مبالغا فيه بالنظر إلى العدد الكبير من الموقوفين الذين ناهز عددهم 800 موقوف، داعين إلى إطلاق سراحهم.
وبالتوازي مع ذلك، نفذ عدد من مكونات المجتمع المدني في ولاية نابل، السبت، وقفة احتجاجية؛ للمطالبة بما سموه ”تصحيح مسار الثورة“، ورفع المحتجون خلالها شعارات منادية بالتنمية ودفع التشغيل.
وأكد الناشط السياسي الحبيب غلاب أن هذه الوقفة تأتي للتنديد بالسياسات المنتهجة في البلاد منذ سنوات، والتي أدت إلى مزيد من تفقير الشعب وتعميق الفوارق الاجتماعية، وفق تعبيره.
ودعا غلاب إلى ضرورة مواصلة النضال السلمي لتغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تعيشه تونس، بعيدا عن محاولات جر البلاد نحو مربع العنف والفوضى، بحسب قوله.
وكانت ولاية صفاقس قد شهدت أمس وقفة احتجاجية أخرى دعا إليها ”حراك الثورة مستمرة“؛ للمطالبة بإخلاء سبيل الموقوفين؛ وللتعبير عن غضبهم من الأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة التي وصلت إليها البلاد.
وقال الناطق باسم ”حراك الثورة مستمرة“، محمد علي عبد اللاوي، في تصريح إعلامي: ”إن التحركات الشبابية الليلية التي شهدتها عدة مناطق في الفترة الماضية، ومن بينها صفاقس، ”هي تحركات مشروعة لما يشهده شباب هذه المناطق الداخلية والأحياء الشعبية بالبلاد من تهميش“، وفق تعبيره.