دعوات تطالب الحكومة بنشر تفاصيل الزيارة المرتقبة إلى واشنطن للرأي العام في تونس.
تونس - أثار التعتيم الحكومي على برنامج زيارة رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي إلى الولايات المتحدة انتقادات في تونس.
ويستعد رئيس الحكومة التونسية لزيارة واشنطن مطلع ماي سعيا إلى حشد الدعم الأميركي لموقف تونس في مفاوضاتها الشاقة مع صندوق النقد الدولي، وسط ترجيحات بأن يرافق نورالدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل المشيشي في هذه الزيارة في سابقة تاريخية.
ولم يتطرق الإعلان عن زيارة المشيشي إلى البرنامج الكامل لهذه الزيارة وتفاصيلها، وهو ما حمل نقاط استفهام عديدة، وأبدت منظمة "أنا يقظ" استياء مما أسمته بـ"التعتيم الحكومي" على البرنامج، داعية الحكومة إلى نشر تفاصيله للرأي العام في تونس حتى يطّلع على حيثياته.
ورأت المنظمة أن "القرار مصيري، يتعلق بسياسات من المفروض أن يتم نشرها للعموم، فضلا عن خطورة تبعات الاقتراض المتواصل على حقوق الأجيال القادمة التي لا يجب أن تتحمل السياسات الترقيعية المتبّعة من الأحزاب الحاكمة خلال السنوات الماضية أو سوء التصرف في المال العمومي".
واستغربت المنظمة من "عدم تشريك منظمات المجتمع المدني في لقاءات 'بيت الحكمة' للإصلاح الاقتصادي من أجل تقديم استراتيجية متكاملة، واقتصار هذه الاجتماعات على النخبة الداعمة للحكومة فقط".
وعبرت عن تخوفها من هذا البرنامج الإصلاحي ومن انعكاساته السلبية على العدالة الاجتماعية وعلى الأزمة التي تعيشها تونس منذ سنوات، كما سجلت ملاحظات تجاه هذا البرنامج الإصلاحي الذي قالت إنه سيزيد من هيمنة الدائنين وكبار أصحاب رؤوس الأموال على حساب الطبقات الوسطى والشغيلة.
ويسعى المشيشي لتوفير كل الإمكانيات لضمان مساعدة تونس على الخروج للاقتراض من السوق المالية الدولية.
ويضغط المانحون الدوليون وفي مقدمتهم صندوق النقد على تونس لدفعها إلى تنفيذ العديد من الإصلاحات، من أبرزها التخفيض في كتلة الرواتب العامة وإصلاحات المؤسسات العمومية بغية النهوض بالاقتصاد المتعثر، غير أن التجاذبات السياسية التي تعرفها البلاد أرجأت تنفيذ تلك الإصلاحات.
ويرى مراقبون أن زيارة المشيشي وإن كان ظاهرها اقتصاديا فإن لها أبعادا سياسية هامة، في ظل أزمة سياسية مستمرة بين الرئاسات الثلاث في تونس (رئاسة الجمهورية، رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان)، وتشكل حركة النهضة وائتلاف الكرامة وحزب قلب تونس حزاما سياسيا داعما لحكومة المشيشي، الذي دخل في خلافات مع الرئيس قيس سعيّد حول التعديل الوزاري الأخير.
ومؤخرا اتهم النائب عن حركة النهضة السيد الفرجاني وسائل إعلام ومن قال إنهم مرتبطون بقصر قرطاج، بالسعي لإرباك صورة تونس لإفشال زيارة رئيس الحكومة إلى واشنطن.
ووصف الفرجاني الزيارة بالحسّاسة وبأنها تأتي "في ظل قصف من قرطاج يمس من شروط الاستقرار السياسي".