خلال اشرافها يوم 3 سبتمبر الجاري على حفل اختتام المهمة الاستكشافية لبقايا حطام السفن الأثرية والتاريخية ببنك الاسكيركيس بالجرف القاري بتونس الذي انتظم بفضاء الميناء الترفيهي مارينا ببنزرت وبحضور وزيرة البيئية ليلى الشيخاوي وعادل العابدي العميد بالبحرية وممثل وزير الدفاع الوطني وسفراء كل من جمهورية مصر العربية وإيطاليا واسبانيا وهم ايهاب فهمي و Lorenzo Fanara و Ardizone Guillermoو وأعضاء اللجنة العلمية الاستكشافية وممثلين عن اليونسكو أعلنت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي عن احداث مركز إقليمي للتراث المغمور بالمياه بتونس تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
ويعدّ هذا المشروع كما ورد في كلمة الوزيرة بالمناسبة أول تجربة للتعاون الدولي حيث جاء تفعيلا لهدف من الأهداف الرئيسية لإتفاقية اليونسكو لسنة 2001 حول حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه التي تقوم على آلية التعاون بين الدول الاطراف ومبدأ الإخطار وتبادل المعلومات والمعارف فيما بينها ودعم القدرات والمهارات المتعلقة بالتراث الثقافي المغمور بالمياه.
وأفادت الدكتورة حياة قطاط القرمازي أنّ هذا المشروع يعدّ اعترافا بدور تونس كبلد شهد أولى الحفريات العلمية لحطام السفن بالمهدية وظهور عالم الآثار تحت المائية الى جانب دورها الريادي أيضا على المستوى الدولي والاقليمي في المجال منذ انضمامها سنة 2001 كأولى الدول العربية والافريقية لاتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه.
ويندرج هذا الحفل الختامي الذي نظمته وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في المعهد الوطني للتراث ووكالة احياء التراث والتنمية الثقافية بالتعاون مع وزارة الدفاع الوطني في إطار مشروع التّعاون الدولي لحماية التّراث الثّقافي المغمور بالمياه الذي تشرف عليه منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وبمشاركة كلّ من الجزائر والمغرب ومصر وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وكرواتيا وتونس بوصفها البلد المنسّق.
وقد تم خلال هذا الحفل الذي واكبه الحبيب الخرشاني المعتمد الأول لولاية بنزرت وخالد العبيدي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالجهة الاعلان عن النتائج الأولية للمهمة الاستكشافية التي انطلقت يوم 27 اوت الماضي على متن الباخرة العلمية Alfred Merlin وتواصلت الى غاية يوم 02 سبتمر الجاري حيث تمّ اكتشاف حطام ثلاث سفن هامة من بينها سفينة تعود للقرن الـ19 وبداية القرن الـ20 ويبلغ طولها اكثر من 74 متر وفي عمق حوالي 90 متر الى جانب سفينة ثانية تعود للعصور القديمة وسيتم في مرحلة ثانية تحليل جميع المعطيات التي تم تسجيلها من قبل الخبراء والمحللين في الرحلة الاستكشافية على ان يتم عرض نتائج المهمّة قبل نهاية السنة الحالية بمنظمة اليونسكو وفي اطار البرنامج الدولي لحماية التراث الثقافي.