بدأت أمس عملية إعادة توزيع المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء والذين تم إيواؤهم في مراكز جماعية بولاية مدنين. تم نقلهم من المنطقة الحدودية في بن قردان إلى أماكن أخرى في مجموعات صغيرة إذا كانت المساحة محدودة، أو في مجموعات أكبر إذا توفرت مساحة أوسع تسمح باستيعاب أكثر من 40 شخصًا، لتوفير ظروف إقامة أفضل وتقليل التكدس.
أوضح والي مدنين، سعيد بن زايد، اليوم أن إيواء المهاجرين داخل الولايات، بما في ذلك ولاية مدنين، هو إجراء مؤقت وظرفي، في انتظار تدخل المنظمات الدولية ذات الصلة لتنفيذ إجراءات العودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية لعدد كبير منهم الذين أعربوا عن رغبتهم في العودة. وثمن الجهود التي قام بها الهلال الأحمر التونسي، المنظمة الوحيدة التي تدخلت لمساعدة مجموعات المهاجرين الأفارقة في حين لا تزال المنظمات الدولية ذات الاختصاص تتحفظ في تدخلها.
شدد الوالي على تقديره للجهود الهامة التي بذلها المواطنون في استضافة المهاجرين الأفارقة في ولايات توزر وقبلي ومدنين وتطاوين وقابس، مؤكدًا التزام تونس بتقديم دروس في الإنسانية للعالم وتأكيدًا على قدرة تونس كحكومة وشعب على أداء دور إنساني بامتياز. وأكد أن تونس تقف إلى جانب المهاجرين الأفارقة في تسهيل عودتهم بشكل طوعي إلى بلدانهم الأصلية.
وأشار إلى ضرورة أن تلتزم المنظمات الدولية، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بواجباتها تجاه هذه المجموعات من المهاجرين الأفارقة في تنفيذ الإجراءات الإدارية اللازمة لإتمام عملية العودة الطوعية للراغبين في ذلك وترحيلهم إلى بلدانهم في أقرب وقت ممكن.