كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في ندوة صحفية أمس الأربعاء 13 سبتمبر 2023 عن نتائج دراسة تحمل عنوان "إنفاق المجتمع على التعليم: بين وهم المجانية والإرهاق المادي للعائلات". أظهرت الدراسة أن كل التلاميذ في تونس يتلقون دروسًا خصوصية في مادة على الأقل في المدارس الإعدادية النموذجية، مما أثر على عملية تقييم التلاميذ بشكل كبير.
وبحسب الدراسة، فإن الدروس الخصوصية أصبحت تعتمد على القدرة المادية للتلميذ وعائلته بدلاً من القدرات المعرفية والتربوية. يطلب الأهل الدروس الخصوصية لتحسين مستوى أبنائهم، بينما يقوم المدرّسون بها لتحسين وضعهم المادي. وأشارت الدراسة إلى أن 67% من تلاميذ المدارس الابتدائية يتلقون دروسًا خصوصية، وأن 83% من هذه الدروس تستخدم لتعزيز مهارات التلاميذ في الصف الدراسي. ومن المثير للانتباه أن 51% من الدروس الخصوصية يتم تدريسها بواسطة مدرسي القسم نفسه، على الرغم من أن هذا ممنوع بموجب القانون.
وأكد عضو المنتدى أن مفهوم مجانية التعليم في تونس أصبح وهمًا بسبب زيادة كبيرة في تكاليف العودة المدرسية، حيث ارتفعت بنسبة 48% بين عامي 2021 و2023. وأشار إلى زيادة معدلات أسعار الكراس المدرسية بنسبة 75%، بينما زادت أسعار الكتب المدرسية بنسبة 14%.
استغرقت الدراسة عامين وشملت عيّنة عشوائية من ولاية المنستير تضم 1000 تلميذ. وأشار الباحثون إلى أن الدروس الخصوصية تشكل تحديًا كبيرًا للمنظومة التربوية وتؤثر على مبدأ تكافؤ الفرص، وبدأت تنخر الجامعة أيضًا على مستوى المدارس العليا التحضيرية لكليات الهندسة.