اعادة موكب تمثال شهير للحبيب بورقيبة في وسط العاصمة التونسية، والمخاوف من حدوث تهديدات ارهابية تتلاشى بحضور جماهيري مكثف.
تونس - أشرف رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي الاربعاء في ذكرى عيد النصر على موكب إعادة النصب التذكاري للزعيم الحبيب بورقيبة الى مكانه.
وشهدت ساحة وضع التمثال والمناطق المجاورة لها اجراءات امنية مكثفة، وتميزت بانتشار كبير للعديد من سيارات الامن وفرق امنية متعددة الاختصاصات في مقدمتها فرق مكافحة الارهاب.
وتنتشر المخاوف من حدوث عمليات ارهابية في المكان من طرف جماعات متشددة وتحمل الافكار الظلامية لا سيما وان بورقيبة طالما مثل رمزا لقيم التمدن والمعاصرة وعرف بمساندته للحق في التعليم ولحقوق المرأة.
وحضر الموكب كل من رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ورئيس الحكومة الحبيب الصيد.
وقال وزير الشؤون المحلية، يوسف الشاهد في تصريحات سابقة إن إعادة التمثال ليست الغاية منها تمجيد شخص الرئيس الأسبق بل التذكير بالاستقلال.
واكد الوزير وجود رمزية في هذه العملية التي تندرج في إطار تقاليد مهمة للجيل الصاعد لتذكيره بتاريخ البلاد وزعمائها، كما هو معمول به في كل دول العالم.
كما التف العديد من التونسيين حول تمثال اول رئيس للجمهورية التونسيية وسط اناشيد وطنية تتغنى به وبالوطن وتبدد بذلك جميع المخاوف من حدوث عمليات ارهابية.
وأعيد التمثال الشهير للرئيس التونسي الراحل الى مكانه الأصلي في قلب العاصمة تونس، بعد 29 عاما على ازالته من قبل خلفه زين العابدين بن علي الذي اطاحت به ثورة مطلع 2011.
ويظهر التمثال بورقيبة (1903-2000) ممتطيا جوادا وهو يشير بالتحية بيده اليمنى.
وتم تركيز التمثال على هيكل رخامي اقيم قبالة مقر وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة.
وفي 14 كانون الثاني/ يناير 2011 شهد هذا الشارع أكبر تظاهرة ضد نظام بن علي الذي هرب في اليوم نفسه مع زوجته ليلى الطرابلسي واثنين من ابنائهما الى السعودية التي منحتهم اللجوء.
وكان بن علي الذي وصل الى السلطة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1987، أزال التمثال ونقله الى مدينة "حلق الوادي" شمال تونس العاصمة، ثم ركز مكانه ساعة عملاقة اصبحت رمزا للعاصمة.
وفي العشرين من اذار/مارس 2016، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي انه قرر اعادة التمثال الى مكانه الأصلي.
وقال قائد السبسي في خطاب القاه يومها بمناسبة ذكرى استقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي سنة 1956 "اتخذت القرار بموافقة رئيس الحكومة (الحبيب الصيد) بأن يعود هذا النصب التذكاري الى مكانه في شارع الحبيب بورقيبة".
واضاف "عندما نعيد تمثال الحبيب بورقيبة في شارع الحبيب بورقيبة فهذا يرمز الى ان تونس تحررت واصبحت دولة حرة مستقلة".
ويسمى بورقيبة في تونس "أبو الاستقلال" وقد حكم البلاد من 1956 الى 1987.
وفي مثل هذا اليوم من اول جوان من سنة 1955 عاد "الزعيم" الحبيب بورقيبة إلى أرض تونس بعد أربع سنوات من منفاه بفرنسا، على متن باخرة اين رست بميناء حلق الوادي الضاحية الشمالية بالعاصمة تونس وكان في استقباله مئات الالاف من المواطنين و تراصت الحشود وترابطت على طول الشوارع والساحات.
يقول المؤرخون في ذلك ان قرابة 500 ألف تونسي هبوا يومها لاستقبال "الزعيم" وكانت أكثر كلمة تردّدت تعبيرا عن تلك الفرحة هي "انتصرنا" ومنها جاءت تسمية عيد النصر الذي أنهى الاستعمار الفرنسي.