كشفت نتائج المسح الوطني العنقودي متعدد المؤشرات حول وضع الأم والطفل في تونس لعام 2023، المعروف بـ MICS-2023، عن وضع مثير للقلق بخصوص تعرض الأطفال لأشكال مختلفة من العنف. ووفقاً للتقرير، فإن 80.9 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و14 سنة تعرضوا لشكل واحد على الأقل من أشكال العقوبة النفسية أو الجسدية من قبل أمهاتهم أو الأشخاص الذين يعتنون بهم.
وأظهرت النتائج أن 8 من كل 10 أطفال هم ضحايا العنف بجميع أشكاله داخل الأسرة، وهذا يشير إلى ارتفاع مخيف في حالات العنف. كما تراجعت نسبة التعرض للعنف داخل الأسرة قليلاً إلى 80 بالمائة مقارنة بالسنوات السابقة، ولكن هذا التراجع لا يزال مثيراً للقلق.
ومن جانب آخر، كشف التقرير عن اعتقادات مختلفة لدى الأمهات أو المسؤولين عن رعاية الأطفال بشأن استخدام العقوبات الجسدية لتوجيه الأطفال أو تأديبهم. وأظهرت النتائج أن 19.7 بالمائة من الأمهات يعتقدن أن العقوبة الجسدية ضرورية لتربية الطفل، مما يشير إلى وجود ثقافة للعنف داخل الأسرة.
على الرغم من التحسن الطفيف في الوضع، إلا أن هذه النتائج تستدعي تدخلاً عاجلاً لتوعية الأهالي والمجتمع بأهمية حماية الأطفال وضرورة استخدام أساليب تربوية إيجابية بدلاً من العقوبات الجسدية. ويجب على الحكومة والمنظمات ذات الصلة التعاون لتوفير بيئة آمنة وصحية للأطفال في تونس.