في لقاء رسمي أقيم اليوم في قصر قرطاج، استقبل الرئيس قيس سعيّد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، السيد نبيل عمّار، وقد تم خلال هذا اللقاء استعراض المواضيع الدبلوماسية الهامة وتبادل الآراء بشأن المستجدات السياسية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين تونس والدول الأخرى.
وأكد رئيس الدولة في هذا الاجتماع على أهمية الحفاظ على استقلالية القرار الوطني والتصدي لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لتونس، وشدد على أن تونس تتعامل مع جميع الأطراف الدولية على قدم المساواة، وأنها لا تقبل أي تمييز أو تفرقة في التعامل الدبلوماسي.
تم أيضا مناقشة المواعيد الدبلوماسية المقبلة وأهمية تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين تونس ودول أخرى، وأكد الرئيس سعيّد أهمية دور القناصل في الخارج في توفير الرعاية والدعم للمواطنين التونسيين، وأشار إلى ضرورة تسهيل وصولهم إلى الخدمات القنصلية بشكل أكثر يسرًا وفاعلية.
وفي سياق آخر، تمت مناقشة قضية الهجرة غير النظامية، وأعرب الرئيس سعيّد عن التزام تونس بالتعامل مع المهاجرين بصورة إنسانية، ورفضها تحول بلادها إلى مرور أو مستقر للهجرة غير الشرعية، وأشار إلى أن تونس ليست أبدا السبب وراء هذه الظاهرة المتفاقمة، بل هي تتأثر بتداعيات نظام عالمي غير إنساني، وأعرب عن استيائه من تقصير المنظمات الدولية المتخصصة في دعم تونس وعدم تقديمها المساعدة اللازمة.
لقد أظهر هذا اللقاء التزام الرئيس قيس سعيّد بالدبلوماسية القوية لتونس وحرصه على مصلحة المواطنين ومكافحة الظواهر غير الإنسانية، وقد أكد على ضرورة استمرار التعاووالتنسيق مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تونس والمنطقة بشكل عام.
وفي ختام اللقاء، أعرب الرئيس قيس سعيّد عن ثقته في قدرة تونس على التغلب على التحديات الراهنة وتحقيق التقدم والازدهار، وشدد على ضرورة استمرار العمل الدبلوماسي القوي والتعاون الدولي لتعزيز مكانة تونس على الساحة الدولية.
إن هذا اللقاء الرسمي يعكس التزام تونس بالقيم الدبلوماسية والإنسانية، ويؤكد على قوة واستقلالية سياستها الخارجية، كما يؤكد على اهتمام الرئيس قيس سعيّد بمصلحة المواطنين وحقوقهم، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية لتعزيز مكانة تونس في المجتمع الدولي.
تونس تواجه تحديات كبيرة في هذه الفترة الحساسة، ولكن بقيادة قيس سعيّد وبالتعاون مع الشركاء الدوليين، فإنها تسعى جاهدة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومن خلال الالتزام بالقيم الدبلوماسية والإنسانية، وتعزيز التعاون الدولي، ستظل تونس قوة إيجابية ومؤثرة في المنطقة.
وفي النهاية، يجب على المجتمع الدولي أن يدعم تونس في مسعاها لتحقيق التقدم والازدهار، وأن يواصل تقديم الدعم اللازم لمواجهة التحديات الراهنة، اذ إن استقلالية تونس وقدرتها على اتخاذ القرار الوطني هي أمر حاسم لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد.
تونس تستحق أن تكون شريكا قويا وموثوقا به في المجتمع الدولي، ويجب أن يتم تقدير تضحياتها وجهودها في تعزيز السلام والاستقرار العالميين.
ايمان مزريقي